{ وَيَٰقَوْمِ أَوْفُواْ ٱلْمِكْيَالَ وَٱلْمِيزَانَ }، أتموهما، { بِٱلْقِسْطِ }، بالعدل. وقيل: بتقويم لسان الميزان، { وَلاَ تَبْخَسُواْ }، لا تنقصوا، { ٱلنَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِى ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ }
{ بَقِيَّةُ ٱللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }، قال ابن عباس رضي الله عنهما: ما أبقى الله لكم من الحلال بعد إيفاء الكيل والوزن خيرٌ مما تأخذونه بالتطفيف. وقال مجاهد: بقية الله: أي: طاعة الله، خير لكم إن كنتم مؤمنين بأن ما عندكم من رزق الله وعطائه. { وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ }، بوكيل. وقيل: إنما قال ذلك لأنه لم يؤمر بقتالهم.
{ قَالُواْ يَٰشُعَيْبُ أَصَلَوَٰتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ ءَابَاؤُنَآ }، من الأوثان. قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان شعيب عليه السلام كثير الصلاة. لذلك قالوا هذا. وقال الأعمش: يعني أقراءتك. { أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِيۤ أَمْوَالِنَا مَا نَشَآءُ } من الزيادة والنقصان.
وقيل: كان شعيب عليه السلام قد نهاهم عن قطع الدنانير والدراهم وزعم أنه محرم عليهم، فقالوا: أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء من قطعها.
{ إِنَّكَ لأَنتَ ٱلْحَلِيمُ ٱلرَّشِيدُ } قال ابن عباس رضي الله عنهما: أرادوا: السفيه الغاوي، والعرب تصف الشيء بضده فتقول: لللديغ سليم وللفلاة مفازة. وقيل: قالوه على وجه الاستهزاء.
وقيل: معناه الحليم الرشيد بزعمك.
وقيل: هو على الصحة أي إنك يا شعيب فينا حليم رشيد، لا يجمل بك شق عصا قومك ومخالفة دينهم، وهذا كما قال قوم صالح عليه السلام:
{ { قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَـٰذَا } [هود:62].