{ وَرَاوَدَتْهُ ٱلَّتِى هُوَ فِى بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ }، يعني: امرأة العزيز. والمراودةُ: طلب الفعل، والمراد هاهنا أنها دعته إلى نفسها ليواقعها، { وَغَلَّقَتِ ٱلأَبْوَابَ }، أي: أطبقتها، وكانت سبعة، { وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ }، أي: هلمَّ وأَقْبِلْ.
قرأه أهل الكوفة والبصرة: هَيْتَ لك بفتح الهاء والتاء.
وقرأ أهل المدينة والشام: هِيْتَ بكسر الهاء وفتح التاء.
وقرأ ابن كثير: (هَيْتُ) بفتح الهاء وضم التاء.
وقرأ السلمي وقتادة: (هِئْتُ لك) بكسر الهاء وضم التاء مهموزاً، يعني: تهيأتُ لك، وأنكره أبو عمرو والكسائي، وقالا: لم يُحْكَ هذا عن العرب.
والأول هو المعروف عند العرب.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: أقرأني النبي صلى الله عليه وسلم: { هيت لك }.
قال أبو عبيدة كان الكسائي يقول: هي لغة لأهل حوران رفعت إلى الحجاز معناها إليَّ تعالَ.
وقال عكرمة: هي أيضاً بالحورانية هلم.
وقال مجاهد وغيره: هي لغة عربية وهي كلمة حثّ وإقبال على الشيء.
قال أبو عبيد: إن العرب لا تثني { هيت } ولا تجمع ولا تؤنث، وإنها بصورة واحدة في كل حال.
{ قَالَ } يوسف لها عند ذلك: { مَعَاذَ ٱللَّهِ }، أي: أعوذ بالله وأعتصم بالله مما دعوتِني إليه، { إِنَّهُ رَبِّىۤ } يريد أن زوجك قطفير سيدي { أَحْسَنَ مَثْوَاىَ }، أي: أكرم منزلي. هذا قول أكثر المفسرين. وقيل: الهاء راجعة إلى الله تعالى يريد: أن الله تعالى ربّي أحسن مثوايَ، أي: آواني، ومن بلاء الجبِّ عافاني.
{ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ }، يعني: إن فعلت هذا فخنته في أهله بعد ما أكرم مثواي فأنا ظالم، ولا يفلح الظالمون.
وقيل: لا يفلح الظالمون أي لا يسعد الزناة.