قوله تعالى: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ }، أي: رسلاً، { فِى شِيَعِ ٱلأَوَّلِينَ }، أي: في الأمم والقرون الماضية.
والشيعة: هم القوم المجتمعون المتفقة كلمتهم.
{ وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ }، كما فعلوا بك، ذكره تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم.
{ كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ }، أي: كما سلكنا الكفر والتكذيب والاستهزاء بالرسل في قلوب شيع الأولين، كذلك نسلكه: ندخله، { فِى قُلُوبِ ٱلْمُجْرِمِينَ }، يعني: مشركي مكة قومك. وفيه ردٌّ على القدرية.
{ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ }، يعني: لا يؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن، { وَقَدْ خَلَتْ }، مضت، { سُنَّةُ ٱلأَوَّلِينَ }، أي: وقائع الله تعالى بالإِهلاك فيمن كذب الرسل من الأمم الخالية، يخوِّف أهل مكة.
{ وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم }، يعني: على الذين يقولون لو ما تأتينا بالملائكة، { بَاباً مِّنَ ٱلسَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ } أي: فظلت الملائكة يعرجون فيها، وهم يرونها عياناً، هذا قول الأكثرين.
وقال الحسن: معناه فظل هؤلاء الكفار يعرجون فيها أي: يصعدون.
والأول أصح.