خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقُلْ إِنِّيۤ أَنَا ٱلنَّذِيرُ ٱلْمُبِينُ
٨٩
كَمَآ أَنْزَلْنَا عَلَى ٱلْمُقْتَسِمِينَ
٩٠
ٱلَّذِينَ جَعَلُواْ ٱلْقُرْآنَ عِضِينَ
٩١
-الحجر

معالم التنزيل

{ وَقُلْ إِنِّىۤ أَنَا ٱلنَّذِيرُ ٱلْمُبِينُ }.

{ كَمَآ أَنْزَلْنَا عَلَى ٱلْمُقْتَسِمِينَ } قال الفرَّاء: مجازه: أنذركم عذاباً كعذاب المقتسمين، حكي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال: هم اليهود والنصارى.

{ ٱلَّذِينَ جَعَلُواْ ٱلْقُرْءَانَ عِضِينَ }، جزَّؤوه فجعلوه أعضاء فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه. وقال مجاهد: هم اليهود والنصارى قسموا كتابهم ففرقوه وبدَّلوه.

وقيل: "المقتسمون" قوم اقتسموا القرآن. فقال بعضهم: سحر. وقال بعضهم: شعر. وقال بعضهم: كذب، وقال بعضهم: أساطير الأولين.

وقيل: الاقتسام هو أنهم فرقوا القول في رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ساحر كاهن شاعر.

وقال مقاتل: كانوا ستة عشر رجلاً بعثهم الوليد بن المغيرة أيام الموسم، فاقتسموا عِقَاب مكة وطرقها، وقعدوا على أنقابها يقولون لمن جاء من الحجاج: لا تغترُّوا بهذا الرجل الخارج الذي يدعي النبوة منّا، تقول طائفة منهم: إنه مجنون، وطائفة: إنه كاهن، وطائفة: إنه شاعر، والوليد قاعد على باب المسجد نصبوه حكماً فإذا سئل عنه قال: صدق أولئك يعني المقتسمين.

قوله: { عِضِينَ } قيل: هو جمع عضو مأخوذ من قولهم عضَّيت الشيء تعضيةً، إذا فرَّقته. ومعناه: أنهم جعلوا القرآن أعضاء، فقال بعضهم: سحر. وقال بعضهم: كهانة. وقال بعضهم: أساطير الأولين. وقيل: هو جمع عضة. يقال: عضة وعضين مثل برة وبرين وعزة وعزين، وأصلها: عضهة ذهبت هاؤها الأصلية، كما نقصوا من الشفة وأصلها شفهة، بدليل: أنك تقول في التصغير شفيهة، والمراد بالعضة الكذب والبهتان.

وقيل: المراد بالعضين العَضْهُ، وهو السحر، يريد: أنهم سمَّوا القرآن سحراً.