{ يُنبِتُ لَكُم بِهِ } أي: يُنْبِتُ الله لكم به، يعني بالماء الذي أنزل، وقرأ أبو بكر عن عاصم { نُنبت } بالنون. { ٱلزَّرْعَ وَٱلزَّيْتُونَ وَٱلنَّخِيلَ وَٱلأَعْنَـٰبَ وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }.
{ وَسَخَّرَ لَكُمُ } ذلّل لكم، { ٱلَّيْلَ وَٱلْنَّهَارَ وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ وَٱلْنُّجُومُ مُسَخَّرَٰتٌ }، مذللات، { بِأَمْرِهِ } أي: بإذنه، وقرأ حفص عن عاصم { وَٱلنُّجُومُ مُسَخَّرَٰتٌ } بالرفع على الابتداء. { إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَـٰتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }.
{ وَمَا ذَرَأَ } خلق، { لَكُمْ }، لأجلكم، أي: وسخر ما خلق لأجلكم، { فِى ٱلأَرْضِ }، من الدواب والأشجار والثمار وغيرها، { مُخْتَلِفًا }، نصب على الحال، { أَلْوَٰنُهُ }.
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَة لِّقَومٍ يذَّكَّرُونَ }، يعتبرون.
{ وَهُوَ ٱلَّذِى سَخَّرَ ٱلْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا } يعني: السمك، { وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا } يعني: اللؤلؤ والمرجان، { وَتَرَى ٱلْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ }، جواري.
قال قتادة: مقبلة ومدبرة وهو أنك ترى سفينتين إحداهما تقبل والأخرى تدبر، تجريان بريح واحدة.
وقال الحسن: "مواخر" أي: مملوءة.
وقال الفراء والأخفش: شواقّ تشق الماء بجناحيها.
قال مجاهد: تمخر السفن الرياح.
وأصل المخر: الرفع والشق. وفي الحديث:
"إذا أراد أحدكم البول فليستمخر الريح" أي: لينظر من أين مجراها وهبوبها، فليستدبرها حتى لا يردّ عليه البول.
وقال أبو عبيدة: صوائخ، والمَخْر: صوتُ هبوب الريح عند شدتها.
{ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ } يعني: التجارة، { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }، إذا رأيتم صنع الله فيما سخر لكم.