{ فَٱدْخُلُوۤاْ } أي: قال لهم ادخلوا { أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَـٰلِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَبِّرِينَ }، عن الإِيمان.
{ وَقِيلَ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ } وذلك أن أحياء العرب كانوا يبعثون أيام الموسم من يأتيهم بخبر النبي صلى الله عليه وسلم فإذا جاء سأل الذين قعدوا على الطرق عنه، فيقولون: ساحر، كاهن، شاعر، كذاب، مجنون، ولو لم تلقه خيرٌ لك، فيقول السائل: أنا شر وفدٍ إن رجعت إلى قومي دون أن أدخل مكة فألقاه، فيدخل مكة فيرى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيخبرونه بصدقه وأنه نبي مبعوث. فذلك قوله:
{ وَقِيلَ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ مَاذَآ أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْرًا } يعني: أنزل خيراً.
ثم ابتدأ فقال: { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِى هَٰذِهِ ٱلْدُّنْيَا حَسَنَةٌ }، كرامة من الله.
قال ابن عباس: هي تضعيف الأجر إلى العشر.
وقال الضحاك: هي النصر والفتح.
وقال مجاهد: هي الرزق الحسن.
{ وَلَدَارُ ٱلأَخِرَةِ }، أي ولَدارُ الحال الآخرة، { خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ ٱلْمُتَّقِينَ }، قال الحسن: هي الدنيا؛ لأن أهل التقوى يتزودون فيها للآخرة. وقال أكثر المفسرين: هي الجنة، ثم فسرها فقال:
{ جَنَّـٰتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِى ٱللَّهُ ٱلْمُتَّقِينَ }.
{ ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّـٰهُمُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ طَيِّبِينَ }، مؤمنين طاهرين من الشرك.
قال مجاهد: زاكية أفعالهم وأقوالهم.
وقيل: معناه إن وفاتهم تقع طيبة سهلة. { يَقُولُونَ } يعني: الملائكة لهم، { سَلَـٰمٌ عَلَيْكُمُ }، وقيل: يبلغونهم سلام الله، { ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }.