{ ذَٰلِكَ } الذي ذكرتُ من حبوط أعمالهم وخسة أقدارهم، ثم ابتدأ فقال: { جَزَآؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُواْ وَٱتَّخَذُوۤاْ ءَايَـٰتِى }، يعني القرآن، { وَرُسُلِى هُزُواً }، أي: سخرية ومهزوءاً بهم.
قوله عزّ وجلّ: { إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّـٰتُ ٱلْفِرْدَوْسِ }، روينا عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة " قال كعب: ليس في الجنان جنة أعلى من جنة الفردوس فيها الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر.
وقال قتادة: "الفردوس": ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها وأرفعها.
قال كعب: "الفردوس": هو البستان الذي فيه الأعناب.
وقال مجاهد: هو البستان بالرومية.
وقال عكرمة: هي الجنة بلسان الحبش.
وقال الزجَّاج: هو بالرومية منقول إلى لفظ العربية.
وقال الضحاك: هي الجنة الملتفة الأشجار.
وقيل: هي الروضة المستحسنة.
وقيل: هي التي تنبت ضروباً من النبات، وجمعه فراديس.
{ نُزُلاً }، أي: منزلاً. وقيل: ما يهيأ للنازل على معنى كانت لهم ثمار جنات الفردوس ونعيمها نزلاً، ومعنى "كانت لهم" أي: في علم الله قبل أن يُخلقوا.