خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِٱلَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً
٣٧
لَّٰكِنَّاْ هُوَ ٱللَّهُ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً
٣٨
وَلَوْلاۤ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِٱللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً
٣٩
فعسَىٰ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً
٤٠
-الكهف

معالم التنزيل

{ قَالَ لَهُ صَـٰحِبُهُ }، المسلم، { وَهُوَ يُحَـٰوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِٱلَّذِى خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ }، أي خلق أصلك من تراب، { ثُمَّ }، خلقك، { مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً } أي: عدلك بشراً سوياً ذكراً.

{ لَّٰكِنَّاْ هُوَ ٱللَّهُ رَبِّى }، قرأ ابن عامر ويعقوب: "لكنَّا" بالألف في الوصل، وقرأ الباقون بلا ألف، واتفقوا على إثبات الألف في الوقف، وأصله: "لكن أنا"، فحذفت الهمزة طلباً للتخفيف، لكثرة استعمالها، ثم أدغمت إحدى النونين في الأخرى. قال الكسائي: فيه تقديم وتأخير، مجازه: لكن الله هو ربي، { وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّى أَحَدًا }.

{ وَلَوْلاۤ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ }، أي: هلا إذ دخلت جنتك، { قُلْتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ } أي: الأمر ما شاء الله. وقيل: جوابه مضمر، أي: ما شاء الله كان، وقوله: { لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِٱللَّهِ }، أي لا أقدر على حفظ مالي أو دفع شيء عنه إلا بإذن الله.

وروي عن هشام بن عروة عن أبيه أنه كان إذا رأى من ماله شيئاً يعجبه أو دخل حائطاً من حيطانه. قال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله.

ثم قال: { إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَدًا } و"أنا" عماد، ولذلك نصب أقلَّ، معناه: إن ترني أقل منك مالاً وولداً فتكبرت وتعاظمت عليّ.

{ فعَسَىٰ رَبِّى }، فلعلّ ربي، { أَن يُؤْتِيَنِ }، يعطيني في الآخرة، { خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا }، أي على جنتك، { حُسْبَانًا }، قال قتادة: عذاباً. وقال ابن عباس رضي الله عنه: ناراً. وقال القتيبي: مراميَ. { مِّنَ ٱلسَّمَآءِ }، وهي مثل صاعقة أو شيء يهلكها، واحدتها: "حسبانة"، { فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا }، أرضاً جرداء ملساء لا نبات فيها. وقيل: تزلق فيها الأقدام. وقال مجاهد: رملاً هائلاً.