{ أَوْ يُصْبِحَ مَآؤُهَا غَوْرًا }، أي: غائراً، منقطعاً ذاهباً، لا تناله الأيدي، ولا الدِّلاء، و"الغور": مصدرٌ وُضع موضع الاسم، مثل زور وعدل، { فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا }، يعني: إن طلبته لم تجده.
{ وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ } أي: أحاط العذاب بثمر جنته، وذلك أن الله تعالى أرسل عليها ناراً فأهلكتها وغار ماؤها، { فَأَصْبَحَ }، صاحبها الكافر، { يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ }، أي: يصفق بيده على الأخرى، ويقلب كفيه ظهراً لبطن، تأسفاً وتلهفاً، { عَلَى مَآ أَنفَقَ فِيهَا وَهِىَ خَاوِيَةٌ }، أي ساقطة، { عَلَىٰ عُرُوشِهَا }، سقوفها، { وَيَقُولُ يَٰلَيْتَنِى لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّى أَحَدًا }.
قال الله تعالى: { وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ }، جماعة، { يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ }، يمنعونه من عذاب الله، { وَمَا كَانَ مُنتَصِراً }، ممتنعاً منتقماً، أي: لا يقدر على الانتصار لنفسه. وقيل: لا يقدر على ردِّ ما ذهب عنه.
{ هُنَالِكَ ٱلْوَلَـٰيَةُ لِلَّهِ ٱلْحَقِّ }، يعني: في القيامة، قرأ حمزة والكسائي { الولاية } بكسر الواو، يعني السلطان، وقرأ الآخرون بفتح الواو، من: الموالاة والنصر، كقوله تعالى:
{ { ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ } [البقرة: 257]، قال القتيبي: يريد أنهم يولَّونه يومئذٍ ويتبرؤون مما كانوا يعبدون.
وقيل: بالفتح: الربوبية، وبالكسر: الإِمارة.
{ ٱلْحَقِّ } برفع القاف: أبو عمرو والكسائي على نعت الولاية، وتصديقه قراءة أُبيّ: { هنالك الولاية الحق لله }، وقرأ الآخرون بالجر على صفة الله كقوله تعالى:
{ { ثُمَّ رُدُّوۤاْ إِلَىٰ ٱللَّهِ مَوْلَـٰهُمُ ٱلْحَقِّ } [الأنعام: 62].
{ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا }، أفضل جزاء لأهل طاعته لو كان غيره يثيب، { وَخَيْرٌ عُقْبًا }، أي: عاقبة طاعته خير من عاقبة طاعة غيره، فهو خير إثابة، "وعاقبة": طاعة، قرأ حمزة وعاصم { عُقْباً } ساكنة القاف، وقرأ الآخرون بضمها.