{ إِلاَّ مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَـٰلِحاً فَأُوْلَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئاً }.
{ جَنَّـٰتِ عَدْنٍ ٱلَّتِى وَعَدَ ٱلرَّحْمَـٰنُ عِبَادَهُ بِٱلْغَيْبِ }، ولم يروها، { إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً }، يعني: آتياً، مفعول بمعنى فاعل.
وقيل: لم يقل آتياً لأن كل من أتاك فقد أتيته، والعرب لا تفرق بين قول القائل: أتت عليّ خمسون سنة وبين قوله: أتيت على خمسين سنة، ويقول: وصل إليَّ الخير ووصلت إلى الخير.
وقال ابن جرير: "وعده" أي: موعده، وهو الجنة، "مأتياً" يأتيه أولياؤه أهل الجنة، وأهل طاعته.
{ لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا }، في الجنة { لَغْواً }، باطلاً وفحشاً وفضولاً من الكلام.
وقال مقاتل: هو اليمين الكاذبة.
{ إِلاَّ سَلَـٰماً }، استثناءٌ من غير جنسه، يعني: بل يسمعون فيها سلاماً. أي: قولاً يسلمون منه، "والسلام" اسم جامع للخير، لأنه يتضمن السلامة.
معناه: إن أهل الجنة لا يسمعون ما يؤثمهم، إنما يسمعون ما يسلمهم.
وقيل: هو تسليم بعضهم على بعض، وتسليم الملائكة عليهم.
وقيل: هو تسليم الله عليهم.
{ وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً }، قال أهل التفسير: ليس في الجنة ليل يعرف به البكرة والعشي، بل هم في نور أبداً، ولكنهم يأتون بأرزاقهم على مقدار طرفي النهار.
وقيل: إنهم يعرفون وقت النهار برفع الحجب، ووقت الليل بإرخاء الحجب.
وقيل: المراد منه رفاهية العيش، وسعة الرزق من غير تضييق.
وكان الحسن البصري يقول: كانت العرب لا تعرف من العيش أفضل من الرزق بالبكرة والعشي، فوصف الله عزّ وجلّ جنته بذلك.