{ كَلاَّ }، ردٌّ عليه، يعني: لم يفعل ذلك، { سَنَكْتُبُ }، سنحفظ عليه، { مَا يَقُولُ }، [فنجازيه به في الآخرة. وقيل: نأمر الملائكة حتى يكتبوا ما يقول]. { وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ ٱلْعَذَابِ مَدّاً }، أي: نزيده عذاباً فوق العذاب. وقيل: نطيل مدة عذابه.
{ وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ }، أي ما عنده من المال والولد بإهلاكنا إيّاه وإبطال ملكه وقوله ما يقول، لأنه زعم أن له مالاً وولداً "في الآخرة"، أي: لا نعطيه ونعطي غيره، فيكون الإِرث راجعاً إلى ما تحت القول لا إلى نفس القول.
وقيل: معنى قوله: { وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ } أي: نحفظ ما يقول حتى نجازيه به.
{ وَيَأْتِينَا فَرْداً }، يوم القيامة بلا مال ولا ولد.
قوله عزّ وجلّ: { وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ ءَالِهَةً } يعني: مشركي قريش اتخذوا الأصنام آلهة يعبدونها، { لِّيَكُونُواْ لَهُمْ عِزّاً }، أي منعة، حتىٰ يكونوا لهم شفعاء يمنعونهم من العذاب.
{ كَلاَّ }، أي ليس الأمر كما زعموا، { سَيَكْفُرُونَ بِعِبَـادَتِهِمْ }، أي تجحد الأصنام والآلهة التي كانوا يعبدونها عبادةَ المشركين ويتبرؤون منهم، كما أخبر الله تعالى
{ { تَبَرَّأْنَآ إِلَيْكَ مَا كَانُوۤاْ إِيَّانَا يَعبُدُونَ } [القصص: 63].
{ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً }، أي أعداءً لهم، وكانوا أولياءهم في الدنيا.
وقيل: أعواناً عليهم يكذبونهم ويلعنونهم.
قوله عزّ وجلّ: { أَلَمْ تَرَ أَنَّآ أَرْسَلْنَا ٱلشَّيَـٰطِينَ عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ }، أي سلَّطْناهم عليهم، وذلك حين قال لإِبليس:
{ { وَٱسْتَفْزِزْ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ } الآية [الإسراء: 64]، { تَؤُزُّهُمْ أَزّاً }، تزعجهم إزعاجاً من الطاعة إلى المعصية، "والأزّ"والهزّ": التحريك، أي: تحركهم وتحثهم على المعاصي.