{فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ}، أي لا تعجل بطلب عقوبتهم، {إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً}، قال الكلبي: يعني الليالي والأيام والشهور والأعوام.
وقيل: الأنفاس التي يتنفسون بها في الدنيا إلى الأجل الذي أجل لعذابهم.
قوله عزّ وجلّ: {يَوْمَ نَحْشُرُ ٱلْمُتَّقِينَ إِلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ وَفْداً} أي: اذكر لهم يا محمد اليوم الذي يجمع فيه من اتقى الله في الدنيا بطاعته إلى الرحمن، إلى جنته وفداً، أي: جماعات، جمع "وافد"، مثل: راكب وركب، وصاحب وصحب.
وقال ابن عباس: ركباناً. وقال أبو هريرة: على الإِبل.
وقال علي بن أبي طالب: ما يحشرون والله على أرجلهم، ولكن على نوقٍ، رحالها الذهب، ونجائبٍ سرجها يواقيت، إن همُّوا بها سارت، وإن همُّوا بها طارت.
{وَنَسُوقُ ٱلْمُجْرِمِينَ}، الكافرين، {إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْداً}، أي مشاة. وقيل: عطاشاً قد تقطعت أعناقهم من العطش. "والوِرْدُ" جماعة يردون الماء، ولا يرد أحدٌ الماءَ إلا بعد عطش.
{لاَّ يَمْلِكُونَ ٱلشَّفَـٰعَةَ إِلاَّ مَنِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً}، يعني: لا إله إلا الله.
وقيل: معناه لا يشفع الشافعون إلا لمن اتخذ عند الرحمن عهداً، يعني: المؤمنين، كقوله:
{ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ٱرْتَضَىٰ } [الأنبياء: 28].
وقيل: لا يشفع إلا من شهد أن لا إله إلا الله، أي لا يشفع إلا المؤمن.