{ فَيَذَرُهَا }، أي: فيدع أماكن الجبال من الأرض، { قَاعاً صَفْصَفاً }، أي: أرضاً ملساء مستوية لا نبات فيها، و"القاع" ما انبسط من الأرض و"الصفصف": الأملس.
{ لاَّ تَرَىٰ فِيهَا عِوَجاً وَلاۤ أَمْتاً }، قال مجاهد: انخفاضاً وارتفاعاً.
وقال الحسن: "العِوَجُ": ما انخفض من الأرض، و"الأَمْتُ": ما نشز من الروابي، أي: لا ترى وادياً ولا رابية.
قال قتادة: لا ترى فيها صدعاً ولا أكمة.
{ يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ ٱلدَّاعِىَ }، أي صوت الداعي الذي يدعوهم إلى موقف القيامة، وهو إسرافيل، وذلك أنه يضع الصور في فيه، ويقول: أيتها العظام البالية والجلود المتمزقة واللحوم المتفرقة هلمُّوا إلى عرض الرحمن.
{ لاَ عِوَجَ لَهُ }، أي: لدعائه، وهو من المقلوب، أي: لا عوج لهم عن دعاء الداعي، لا يزيغون عنه يميناً وشمالاً، ولا يقدرون عليه بل يتبعونه سراعاً.
{ وَخَشَعَتِ ٱلأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ }، أي: سكنت وذلت وخضعت، ووصف الأصوات بالخشوع والمراد أهلها، { فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً }، يعني صوت وطء الأقدام إلى المحشر، و"الهمس": الصوت الخفي كصوت اخفاف الإِبل في المشي. وقال مجاهد: هو تخافت الكلام وخفض الصوت.
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: تحريك الشفاه من غير نطق.
{ يَوْمَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ ٱلشَّفَاعَةُ }، يعني: لا تنفع الشفاعة أحداً من الناس، { إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ }، يعني إلا من أذن له أن يشفع، { وَرَضِىَ لَهُ قَوْلاً }، يعني: ورضي قوله، قال ابن عباس: يعني: قال لا إله إلا الله، فهذا يدل على أنه لا يشفع غير المؤمن.