{ قَالَ لاَ تَخَافَآ إِنَّنِى مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَىٰ }، قال ابن عباس: أسمع دعاءكما فأجيبه، وأرى ما يراد بكما فأمنعه، لست بغافلٍ عنكما، فلا تهتما.
{ فَأْتِيَاهُ فَقُولاۤ إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ }، أرسلَنا إليك، { فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ }، أي: خلِّ عنهم وأطلقهم عن أعمالك، { وَلاَ تُعَذِّبْهُمْ }، لا تتعبهم في العمل، وكان فرعون يستعملهم في الأعمال الشاقة، { قَدْ جِئْنَـٰكَ بِـآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ }، قال فرعون: وما هي؟ فأخرج يده، لها شعاع كشعاع الشمس، { وَٱلسَّلَـٰمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلْهُدَىٰ }، ليس المراد منه التحية، إنما معناه سَلِم من عذاب الله من أسلم.
{ إِنَّا قَدْ أُوحِىَ إِلَيْنَآ أَنَّ ٱلْعَذَابَ عَلَىٰ مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ }، إنما يعذب اللَّه من كذب بما جئنا به وأعرض عنه.
{ قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَٰمُوسَىٰ } من إلهكما الذي أرسلكما؟.
{ قَالَ رَبُّنَا ٱلَّذِىۤ أَعْطَىٰ كُلَّ شَىءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ }، قال الحسن وقتادة: أعطى كلَّ شيء صلاحَه، وهداه لما يصلحه.
وقال مجاهد: أعطى كل شيء صورته، لم يجعل خلق الإِنسان كخلق البهائم، ولا خلق البهائم كخلق الإِنسان، ثم هداه إلى منافعه من المطعم والمشرب والمنكح.
وقال الضحاك: "أعطى كل شيء خلقه: يعني اليد للبطش، والرجل للمشي، واللسان للنطق، والعين للنظر، والأذن للسمع.
وقال سعيد بن جبير: { أَعْطَىٰ كُلَّ شَىءٍ خَلْقَهُ }: يعني زوج، للإِنسان المرأة، وللبعير الناقة، وللحمار الأتان، وللفرس الرمكة. { ثُمَّ هَدَىٰ }: أي: ألهمه كيف يأتي الذكر الأنثىٰ.