قوله عزّ وجلّ: { وَلَقَدْ أَرَيْنَـٰهُ }، يعني فرعون، { ءَايَـٰتِنَا كُلَّهَا }، يعني: الآيات التسع التي أعطاها الله موسى، { فَكَذَّبَ }، بها وزعم أنها سحر، { وَأَبَى }، أن يُسْلِم.
{ قَالَ }، يعني فرعون { أََجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا }، يعنى: مصر، { بِسِحْرِكَ يَٰمُوسَىٰ }، أي أتريد أن تغلب على ديارنا فيكون لك الملك وتخرجنا منها.
{ فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَٱجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً }، أي: فاضرب بيننا أجلاً وميقاتاً، { لاَّ نُخْلِفُهُ }، قرأ أبو جعفر { لا نخلفْه } بجزمٍ، لا نجاوزه، { نَحْنُ وَلاَ أَنتَ مَكَاناً سُوًى }، قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة ويعقوب: { سُوىً } بضم السين، وقرأ الآخرون بكسرها، وهما لغتان مثل عُدَىٰ وعَدَىٰ وطُوَىً وطَوَى.
قال مقاتل وقتادة: مكاناً عدلاً بيننا وبينك.
وعن ابن عباس: نَصَفاً، ومعناه: تستوي مسافة الفريقين إليه.
قال مجاهد: منصفاً. وقال الكلبي: يعني سوى هذا المكان.
{ قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ ٱلزِّينَةِ }، قال مجاهد، وقتادة، ومقاتل، والسدي: كان يوم عيد لهم يتزينون فيه، ويجتمعون في كل سنة. وقيل: هو يوم النيروز.
وقال ابن عباس وسعيد بن جبير: يوم عاشوراء.
{ وَأَن يُحْشَرَ ٱلنَّاسُ ضُحًى }، أي: وقت الضحوة نهاراً جهاراً، ليكون أبعد من الريبة.