خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجْوَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَـٰذَآ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ ٱلسِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ
٣
قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ ٱلْقَوْلَ فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ
٤
بَلْ قَالُوۤاْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ ٱفْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَآ أُرْسِلَ ٱلأَوَّلُونَ
٥
مَآ آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَآ أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ
٦
-الأنبياء

معالم التنزيل

{ لاَهِيَةً }، ساهيةً غافلة، { قُلُوبُهُمْ }، معرضةً عن ذكر الله، وقوله: { لاَهِيَةً } نعتٌ تقدَّم الاسم، ومن حق النعت أن يتبعَ الاسم في الإِعراب، وإذا تقدَّم النعتُ الاسمَ فله حالتان: فصلٌ ووصلٌ، فحالتُه في الفصل النصبُ كقوله تعالى: { خُشَّعاً أَبْصَـٰرُهُمْ } [القمر: 7]، { وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَـٰلُهَا } [الإنسان: 14]، و{ لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ }، وفي الوصل حالة ما قبله من الإِعراب كقوله، { { أَخْرِجْنَا مِنْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ ٱلظَّـٰلِمِ أَهْلُهَا } [النساء: 75]؛ { وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجْوَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ }، أي أشركوا، قوله: { وَأَسَرُّواْ } فعل تقدم الجمع وكان حقه وأسر، قال الكسائي: فيه تقديم وتأخير، أراد: والذين ظلموا أسروا النجوى.

وقيل: محل "الذين" رفعٌ على الابتداء، معناه: وأسروا النجوى، ثم قال: وهم الذين ظلموا.

وقيل: رفع على البدل من الضمير في أسروا. قال المبرِّد: هذا كقولك إن الذين في الدار انطلقوا بنو عبد الله، على البدل مما في انطلقوا ثم بيّن سرهم الذي تناجَوْا به فقال: { هَلْ هَـٰذَآ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ }، انكروا إرسال البشر وطلبوا إرسال الملائكة.

{ أَفَتَأْتُونَ ٱلسِّحْرَ }، أي تحضرون السحر وتقبلونه، { وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ }، تعلمون أنه سحر.

{ قَالَ }، لهم يا محمد، { رَبِّى يَعْلَمُ ٱلْقَوْلَ فِى ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ }، قرأ حمزة والكسائي وحفص: "قال ربي"، على الخبر عن محمد صلى الله عليه وسلم، { يَعْلَمُ ٱلْقَوْلَ فِى ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } أي لا يخفىٰ عليه شيء، { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ }، لأقوالهم، { ٱلْعَلِيمُ }، بأفعالهم.

{ بَلْ قَالُوۤاْ أَضْغَـٰثُ أَحْلاَمٍ }، أباطيلُها وأقاويلها وأهاويلُها رآها في النوم، { بَلِ ٱفْتَرَاهُ }، اختلقه، { بَلْ هُوَ شَاعِرٌ }، يعني أن المشركين اقتسموا القول فيه وفيما يقوله: فقال بعضهم: أضغاث أحلام. وقال بعضهم: بل هو فِرْية. وقال بعضهم: بل محمد شاعر وما جاءكم به شعر. { فَلْيَأْتِنَا } محمد، { بِـآيَةٍ }، إنْ كان صادقاً { كَمَآ أُرْسِلَ ٱلأَوَّلُونَ }، من الرسل بالآيات.

قال الله تعالى مجيباً لهم: { مَآ ءَامَنَتْ قَبْلَهُم }، قبل مشركي مكة، { مِّن قَرْيَةٍ }، أي من أهل قرية أتتهم الآيات، { أَهْلَكْنَـٰهَآ }، أهلكناهم بالتكذيب، { أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ }؟، إن جاءتهم آية، معناه: أن أولئك لم يؤمنوا بالآيات لمّا أتتهم أفيؤمنُ هؤلاء؟.