خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ ٱلأَخْسَرِينَ
٧٠
وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ
٧١
-الأنبياء

معالم التنزيل

قوله عز وجل:{ وَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَـٰهُمُ ٱلأَخْسَرِينَ }، قيل: معناه أنهم خسروا السعي والنفقة ولم يحصل لهم مرادهم.
وقيل: معناه إن الله عزّ وجلّ أرسل على نمرود وقومه البعوض فأكلت لحومهم وشربت دماءهم، ودخلت واحدة في دماغه فأهلكته.

قوله عز وجل: { وَنَجَّيْنَـٰهُ وَلُوطاً }، من نمرود وقومه من أرض العراق، { إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِى بَٰرَكْنَا فِيهَا لِلْعَـٰلَمِينَ }، يعني الشام بارك الله فيها بالخصب وكثرة الأشجار والثمار والأنهار، ومنها بعث أكثر الأنبياء. وقال أبي بن كعب: سماها مباركة لأنه ما من ماء عذب إلا وينبع أصله من تحت الصخرة التي هي ببيت المقدس.

أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، أخبرنا أحمد بن منصور الرمادي، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن قتادة، أن عمر بن الخطاب قال لكعب: ألا تتحول إلى المدينة فيها مهاجَرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبرُهُ، فقال كعب: إني وجدت في كتاب الله المنزل يا أمير المؤمنين أن الشام كنزُ الله من أرضه، وبها كنزه من عباده.

أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري، أخبرنا جدي عبد الصمد بن عبد الرحمن البزاز، أخبرنا محمد بن زكريا العذافري، أخبرنا إسحاق الديري، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن قتادة، عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنها ستكون هجرةٌ بعد هجرة، فخيار الناس إلى مهاجَر إبراهيم" «.

وقال محمد بن إسحاق: استجاب لإِبراهيم رجال قومه حين رأَوْا ما صنع الله به من جعل النار عليه برداً وسلاماً على خوف من نمرود وملئه وآمن به لوط، وكان ابن أخيه وهو لوط بن هاران ابن تارخ، وهاران هو أخو إبراهيم وكان لهما أخ ثالث يقال له ناخور بن تارخ، وآمنت به أيضاً سارة وهي بنت عمه وهي سارة بنت هاران الأكبر، عم إبراهيم فخرج من كوثى من أرض العراق مهاجراً إلى ربه، ومعه لوط وسارة، كما قال الله تعالى: { { فَـآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّى مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّىۤ } [العنكبوت: 26]، فخرج يلتمس الفرار بدينه والأمان على عبادة ربه، حتى نزل حَرَّان فمكث بها ما شاء الله، ثم خرج منها مهاجراً حتى قدم مصر، ثم خرج من مصر إلى الشام، فنزل السَّبْع من أرض فلسطين، وهي برية الشام، ونزل لوط بالمؤتفكة وهي من السبع على مسيرة يوم وليلة، وأقرب، فبعثه الله نبياً فذلك قوله تعالى: { وَنَجَّيْنَـٰهُ وَلُوطاً إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِى بَٰرَكْنَا فِيهَا لِلْعَـٰلَمِينَ }.