خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَآ آمَنَّا فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرَّاحِمِينَ
١٠٩
فَٱتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ
١١٠
إِنِّي جَزَيْتُهُمُ ٱلْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوۤاْ أَنَّهُمْ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ
١١١
-المؤمنون

معالم التنزيل

{ إِنَّهُ } الهاء في "إنه" عماد وتسمى أيضاً المجهولة، { كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِى }، وهم المؤمنون { يَقُولُونَ رَبَّنَآ ءَامَنَّا فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرَّٰحِمِينَ }.

{ فَٱتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً }، قرأ أهل المدينة وحمزة والكسائي: "سُخْرياً" بضم السين هاهنا وفي سورة ص، وقرأ الباقون بكسرهما، واتفقوا على الضم في سورة الزخرف. قال الخليل: هما لغتان مثل قولهم: بحر لُجي، ولِجي بضم اللام وكسرها، مثل كوكب دُري ودِري، قال الفراء والكسائي: الكسر بمعنى الاستهزاء بالقول، والضم بمعنى التسخير والاستعباد بالفعل، واتفقوا في سورة الزخرف بأنه بمعنى التسخير، { حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ } أي: أنساكم اشتغالكم بالاستهزاء بهم وتسخيرهم، { ذِكْرِى وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ } نظيره: { { إِنَّ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ كَانُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يَضْحَكُونَ } [المطففين: 29] قال مقاتل: نزلت في بلال وعمار وخباب وصهيب وسلمان والفقراء من الصحابة، كان كفار قريش يستهزؤون بهم.

{ إِنِّى جَزَيْتُهُمُ ٱلْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوۤاْ }، على أذاكم واستهزائكم في الدنيا، { أَنَّهُمْ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ }، قرأ حمزة والكسائي "أنهم" بكسر الألف على الاستئناف، وقرأ الآخرون بفتحها، فيكون في موضع المفعول الثاني إني جزيتهم اليوم بصبرهم الفوز بالجنة.