{إِنَّهُ} الهاء في "إنه" عماد وتسمى أيضاً المجهولة، {كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِى}، وهم المؤمنون {يَقُولُونَ رَبَّنَآ ءَامَنَّا فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرَّٰحِمِينَ}.
{فَٱتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً}، قرأ أهل المدينة وحمزة والكسائي: "سُخْرياً" بضم السين هاهنا وفي سورة ص، وقرأ الباقون بكسرهما، واتفقوا على الضم في سورة الزخرف. قال الخليل: هما لغتان مثل قولهم: بحر لُجي، ولِجي بضم اللام وكسرها، مثل كوكب دُري ودِري، قال الفراء والكسائي: الكسر بمعنى الاستهزاء بالقول، والضم بمعنى التسخير والاستعباد بالفعل، واتفقوا في سورة الزخرف بأنه بمعنى التسخير، {حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ} أي: أنساكم اشتغالكم بالاستهزاء بهم وتسخيرهم، {ذِكْرِى وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ} نظيره:
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ كَانُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يَضْحَكُونَ } [المطففين: 29] قال مقاتل: نزلت في بلال وعمار وخباب وصهيب وسلمان والفقراء من الصحابة، كان كفار قريش يستهزؤون بهم.
{إِنِّى جَزَيْتُهُمُ ٱلْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوۤاْ}، على أذاكم واستهزائكم في الدنيا، {أَنَّهُمْ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ}، قرأ حمزة والكسائي "أنهم" بكسر الألف على الاستئناف، وقرأ الآخرون بفتحها، فيكون في موضع المفعول الثاني إني جزيتهم اليوم بصبرهم الفوز بالجنة.