قوله عزّ وجلّ: {وَإِنَّ لَكُمْ فِى ٱلأَنْعَـٰمِ لَعِبْرَةً}، أي: آية تعتبرون بها، {نُّسْقِيكُم}، قرأ نافع بالنون [وفتحها]، وقرأ أبو جعفر هاهنا بالتاء وفتحها، {مِّمَّا فِى بُطُونِهَا وَلَكُمْ فيِهَا مَنَـٰفِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ}.
{وَعَلَيْهَا وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ}، أي: على الإِبل في البر، وعلى الفلك في البحر.
قوله عزّ وجلّ: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يََٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ}، وحِّدوه، {مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ}، معبود سواه، {أَفَلاَ تَتَّقُونَ}، أفلا تخافون عقوبته إذا عبدتم غيره.
{فَقَالَ ٱلْمَلَؤُا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ مَا هَـٰذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ}، أي: يتشرف بأن يكون له الفضل عليكم فيصير متبوعاً وأنتم له تبع، {وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ}، أن لا يعبد سواه، {لأَنزَلَ مَلَـٰئِكَةً}، يعني بإبلاغ الوحي {مَّا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا}، الذي يدعونا إليه نوح {فِىۤ ءَابَآئِنَا ٱلأَوَّلِينَ}، وقيل: "ما سمعنا بهذا" أي: بإرسال بشر رسولاً.
{إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ}، أي: جنون، {فَتَرَبَّصُواْ بِهِ حَتَّىٰ حِينٍ}، أي: إلى أن يموت فتستريحوا منه.
{قَالَ رَبِّ ٱنصُرْنِى بِمَا كَذَّبُونِ}، أي: أَعِنّي بإهلاكهم لتكذيبهم إياي.