{ ثُمَّ أرسَلْنَا مُوسَىٰ وَأَخَاهُ هَٰرُونَ بِآيَٰتِنَا وَسُلْطَٰنٍ مُّبِينٍ }، أي بحجة بينة من اليد والعصا. وغيرهما.
{ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلإَِيْهِ فَٱسْتَكْبَرُواْ }، تعظَّموا عن الإِيمان، { وَكَانُواْ قَوْماً عَـالِينَ }، متكبرين قاهرين غيرهم بالظلم.
{ فَقَالُوۤاْ }، يعني فرعون وقومه، { أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا }، يعني: موسى وهارون، { وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَـٰبِدُونَ }، مطيعون متذللون، والعرب تسمي كل من دان للمَلِك: عابداً له.
{ فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُواْ مِنَ ٱلْمُهْلَكِينَ }، بالغرق.
{ وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَـٰبَ }، التوراة، { لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ }، أي لكي يهتدي به قومه.
{ وَجَعَلْنَا ٱبْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ ءَايَةً }، دلالة على قدرتنا، ولم يقل آيتين، قيل: معناه شأنهما آية. وقيل: معناه جعلنا كل واحد منهما آية، كقوله تعالى:
{ { كِلْتَا ٱلْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا } [الكهف: 33]. { وَءَاوَيْنَـٰهُمَآ إِلَىٰ رَبْوَةٍ }، الربوة المكان المرتفع من الأرض، واختلفت الأقوال فيها، قال عبدالله بن سلام: هي دمشق، وهو قول سعيد بن المسيب ومقاتل، وقال الضحاك: غوطة دمشق. قال أبو هريرة: هي الرملة. وقال عطاء عن ابن عباس: هي بيت المقدس، وهو قول قتادة وكعب. وقال كعب: هي أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلاً. وقال ابن زيد: هي مصر. وقال السدي: أرض فلسطين. { ذَاتِ قَرَارٍ } أي: مستوية منبسطة واسعة يستقر عليها ساكنوها. { وَمَعِينٍ }، فالمعين الماء الجاري الظاهر الذي تراه العيون، مفعول من عانه يعينه إذا أدركه البصر.