خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لَّوْلاۤ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُواْ هَـٰذَآ إِفْكٌ مُّبِينٌ
١٢
لَّوْلاَ جَآءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُواْ بِالشُّهَدَآءِ فَأُوْلَـٰئِكَ عِندَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْكَاذِبُونَ
١٣
وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَآ أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ
١٤
-النور

معالم التنزيل

قوله عزّ وجلّ: { لَّوْلا } هلا، { إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتُ بِأَنفُسِهِمْ }، بإخوانهم، { خَيْراً } وقال الحسن: بأهل دينهم لأن المؤمنين كنفس واحدة، نظيره قوله تعالى: { { وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَنفُسَكُمْ } [النساء: 29]، { { فَسَلِّمُواْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ } [النور: 61]. { وَقَالُواْ هَـٰذَآ إِفْكٌ مُّبِينٌ }، أي: كذب بيّن.

{ لَّوْلاَ جَآءُو عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ } أي: على ما زعموا، { فَإِذْ لَمْ يَأْتُواْ بِالشُّهَدَآءِ فَأُوْلَـٰئِكَ عِندَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْكَـٰذِبُونَ }.

فإن قيل: كيف يصيرون عند الله كاذبين إذ لم يأتوا بالشهداء ومن كذب فهو عند الله كاذب سواء أتى بالشهداء أو لم يأت؟

قيل: "عند الله" أي في حكم الله وقيل: معناه كذِّبوهم بأمر الله. وقيل: هذا في حق عائشة، ومعناه أولئك هم الكاذبون في غيبي وعلمي.

{ وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلأَخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِى مَآ أَفَضْتُمْ } خضتم، { فِيهِ }، من الإِفك، { عَذَابٌ عَظِيمٌ }، قال ابن عباس أي: عذاب لا انقطاع له، يعني في الآخرة، لأنه ذكر عذاب الدنيا من قبل، فقال تعالى: { وَٱلَّذِى تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ }، وقد أصابه, فإنه قد جُلد وحُدَّ. وروت عمرة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الآية حدّ أربعة نفر: عبد الله بن أُبيّ، وحسان بن ثابت، ومسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش.