قوله عزّ وجلّ: { لَّوْلا } هلا، { إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتُ بِأَنفُسِهِمْ }، بإخوانهم، { خَيْراً } وقال الحسن: بأهل دينهم لأن المؤمنين كنفس واحدة، نظيره قوله تعالى:
{ { وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَنفُسَكُمْ } [النساء: 29]، { { فَسَلِّمُواْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ } [النور: 61]. { وَقَالُواْ هَـٰذَآ إِفْكٌ مُّبِينٌ }، أي: كذب بيّن. { لَّوْلاَ جَآءُو عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ } أي: على ما زعموا، { فَإِذْ لَمْ يَأْتُواْ بِالشُّهَدَآءِ فَأُوْلَـٰئِكَ عِندَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْكَـٰذِبُونَ }.
فإن قيل: كيف يصيرون عند الله كاذبين إذ لم يأتوا بالشهداء ومن كذب فهو عند الله كاذب سواء أتى بالشهداء أو لم يأت؟
قيل: "عند الله" أي في حكم الله وقيل: معناه كذِّبوهم بأمر الله. وقيل: هذا في حق عائشة، ومعناه أولئك هم الكاذبون في غيبي وعلمي.
{ وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلأَخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِى مَآ أَفَضْتُمْ } خضتم، { فِيهِ }، من الإِفك، { عَذَابٌ عَظِيمٌ }، قال ابن عباس أي: عذاب لا انقطاع له، يعني في الآخرة، لأنه ذكر عذاب الدنيا من قبل، فقال تعالى: { وَٱلَّذِى تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ }، وقد أصابه, فإنه قد جُلد وحُدَّ. وروت عمرة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الآية حدّ أربعة نفر: عبد الله بن أُبيّ، وحسان بن ثابت، ومسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش.