قوله عزّ وجلّ: { وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا }، أي لا يخافون البعث، قال الفرَّاء: "الرجاء" بمعنى الخوف، لغةُ تهامة، ومنه قوله تعالى:
{ { مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً } [نوح: 13] أي: لا تخافون لله عظمة. { لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْنَا ٱلْمَلَـٰئِكَةُ }، فتخبرنا أن محمداً صادق، { أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا }، فيخبرنا بذلك. { لَقَدِ ٱسْتَكْبَرُواْ }، أي: تعظموا. { فِىۤ أَنفُسِهِمْ }، بهذه المقالة، { وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبيرَاً }. قال مجاهد: "عتواً" طغوا في القول و"العتُّو" أشد الكفر وأفحش الظلم، وعتوُّهم طلبهم رؤية الله حتى يؤمنوا به. { يَوْمَ يَرَوْنَ ٱلْمَلَـٰئِكَةَ } عند الموت. وقيل: في القيامة. { لاَ بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ }، للكافرين، وذلك أن الملائكة يبشرون المؤمنين يوم القيامة، ويقولون للكفار: لا بشرى لكم، هكذا قال عطية، وقال بعضهم: معناه أنه لا بشرى يوم القيامة للمجرمين، أي: لا بشارة لهم بالجنة، كما يُبَشَّرُ المؤمنون. { وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً }، قال عطاء عن ابن عباس: تقول الملائكة حراماً محرماً أن يدخل الجنة، إلا من قال لا إلٰه إلا الله.
وقال مقاتل: إذا خرج الكفار من قبورهم قالت لهم الملائكة حراماً محرماً عليكم أن تكون لكم البشرى.
وقال بعضهم: هذا قول الكفار للملائكة. قال ابن جريج: كانت العرب إذا نزلت بهم شدة ورأوا ما يكرهون، قالوا حجراً محجوراً، فهم يقولونه إذا عاينوا الملائكة.
قال مجاهد: يعني عوذاً معاذاً يستعيذون به من الملائكة.