خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقَدِمْنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً
٢٣
أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً
٢٤
-الفرقان

معالم التنزيل

{ وَقَدِمْنَآ }، وعمدنا، { إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً }، أي باطلاً لا ثواب له، فهم لم يعملوه لله عزّ وجلّ.

واختلفوا في "الهباء"، قال علي: هو ما يرى في الكُوَّة إذا وقع ضوء الشمس فيها كالغبار، ولا يمس بالأيدي، ولا يرى في الظل، وهو قول الحسن وعكرمة ومجاهد، و"المنثور" والمتفرّق.

وقال ابن عباس وقتادة وسعيد بن جبير: هو ما تسفيه الرياح وتذريه من التراب وحطام الشجر.

وقال مقاتل: هو ما يسطع من حوافر الدوابِّ عند السير.

وقيل: "الهباء المنثور": ما يرى في الكوة، و"الهباء المنبث": هو ما تطيره الرياح من سنابك الخيل.

قوله عزّ وجلّ: { أَصْحَـٰبُ ٱلْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً } أي: من هؤلاء المشركين المتكبرين, { وَأَحْسَنُ مَقِيلاً }، موضع قائلة يعني: أهل الجنة لا يمر بهم يوم القيامة إلا قدر النهار من أوله إلى وقت القائلة حتى يسكنوا مساكنهم في الجنة، قال ابن مسعود: لا ينتصف النهار يوم القيامة حتى يقيل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار، وقرأ «ثم إن مقيلهم لا إلى الجحيم» هكذا كان يقرأ.

وقال ابن عباس في هذه الآية: الحساب ذلك اليوم في أوله، وقال القوم حين قالوا في منازلهم في الجنة.

قال الأزهري: "القيلولة" و"المقيل": الاستراحة نصف النهار، وإن لم يكن مع ذلك نوم، لأن الله تعالى قال: { وَأَحْسَنُ مَقِيلاً } والجنة لا نوم فيها. ويُروى أن يوم القيامة يقصر على المؤمنين حتى يكون كما بين العصر إلى غروب الشمس.