{ وَتَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً فَـٰرِهِينَ }، وقرىء: { فَرِهِيْنَ }، قيل: معناهما واحد. وقيل: فارهين أي: حاذقين بنحتها، من قولهم فره الرجل فراهة فهو فاره، ومن قرأ { فرهين } قال ابن عباس: أَشِرين بَطِرِيْن. وقال عكرمة: ناعمين. وقال مجاهد: شرهين. وقال قتادة: معجبين بصنيعكم. قال السدي: متجبرين. وقال أبو عبيدة: مرحين. وقال الأخفش فرحين. والعرب تعاقب بين الهاء والحاء مثل: مدحته ومدهته. وقال الضحاك: كَيِّسِيْنَ.
{ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَلاَ تُطِيعُوۤاْ أَمْرَ ٱلْمُسْرِفِينَ }، قال ابن عباس: المشركين. وقال مقاتل: هم التسعة الذين عقروا الناقة.
{ ٱلَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِى ٱلأَرْضِ }، بالمعاصي، { وَلاَ يُصْلِحُونَ }، لا يطيعون الله فيما أمرهم به.
{ قَالُوۤاْ إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ ٱلْمُسَحَّرِينَ }، قال مجاهد وقتادة: من المسحورين المخدوعين، أي: ممن سُحِر مرة بعد مرة. وقال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: أي: من المخلوقين المعللين بالطعام والشراب، يقال: سحره، أي: علله بالطعام والشراب، يريد إنك تأكل الطعام والشراب ولست بمَلَك، بل:
{ مَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ }، على صحة ما تقول، { إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ }، أنك رسول الله إلينا.
{ قَالَ هَـٰذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ }، حظ ونصيب من الماء، { وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ }.