{ وَأَزْلَفْنَا }، يعني: وقَرَّبْنَا { ثَمَّ ٱلأَخَرِينَ }، يعني: قوم فرعون، يقول: قدمناهم إلى البحر، وقربناهم إلى الهلاك، وقال أبو عبيدة: "وأزلفنا": جمعنا، ومنه ليلة المزدلفة أي: ليلة الجَمْع. وفي القصة أن جبريل كان بين بني إسرائيل وقوم فرعون وكان يسوق بني إسرائيل، ويقول ما رأينا أحسن سياقه من هذا الرجل، وكان يَزَعُ قوم فرعون، وكانوا يقولون: ما رأينا أحسن زعةً من هذا.
{ وَأَنجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ }.
{ ثُمَّ أَغْرَقْنَا ٱلأَخَرِينَ }، فرعون وقومه. وقال سعيد بن جبير: كان البحر ساكناً قبل ذلك، فلما ضربه موسى بالعصا اضطرب فجعل يميد ويجزر.
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لأَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ }، أي: من أهل مصر، قيل: لم يكن آمن من أهل مصر إلا آسية امرأة فرعون وحزبيل المؤمن، ومريم بنت مأمويا التي دلت على عظام يوسف عليه السلام.
{ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ }، العزيز في الانتقام من أعدائه، الرحيم بالمؤمنين حين أنجاهم.
قوله: { وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَٰهِيمَ }.
{ إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ }، أيَّ شيءٍ تعبدون؟.
{ قَالُواْ نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَـٰكِفِينَ }, أي: نقيم على عبادتها. قال بعض أهل العلم: إنما قال: { فَنَظَلُّ } لأنهم كانوا يعبدونها بالنهار، دون الليل، يقال: ظل يفعل كذا إذا فعل بالنهار.
{ قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ }، أي: هل يسمعون دعاءكم، { إِذْ تَدْعُونَ }، قال ابن عباس يسمعون لكم.
{ أَوْ يَنفَعُونَكُمْ } قيل بالرزق، { أَوْ يَضُرُّونَ }، إن تركتم عبادتها.