خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ ٱلأَنبَـآءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لاَ يَتَسَآءَلُونَ
٦٦
فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَعَسَىٰ أَن يَكُونَ مِنَ ٱلْمُفْلِحِينَ
٦٧
وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ سُبْحَانَ ٱللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
٦٨
وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ
٦٩
وَهُوَ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلأُولَىٰ وَٱلآخِرَةِ وَلَهُ ٱلْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
٧٠
-القصص

معالم التنزيل

{ فَعَمِيَتْ }، خفيت واشتبهت، { عَلَيْهِمُ ٱلأَنبَـآءُ }، أي: الأخبار والأعذار، وقال مجاهد: الحجج، { يَوْمَئِذٍ } فلا يكون لهم عذر ولا حجة، { فَهُمْ لاَ يَتَسَآءَلُونَ }: لا يجيبون، وقال قتادة: لا يحتجون، وقيل: يسكنون لا يسأل بعضهم بعضاً.

{ فَأَمَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَـٰلِحاً فَعَسَىٰ أَن يَكُونَ مِنَ ٱلْمُفْلِحِينَ }، من السعداء الناجين.

قوله تعالى: { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ }، نزلت هذه الآية جواباً للمشركين حين قالوا: "لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم" يعني: الوليد بن المغيرة، أو عروة بن مسعود الثقفي، أخبر الله تعالى أنه لا يبعث الرسل باختيارهم.

قوله عزّ وجلّ: { مَا كَانَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ }، قيل: «ما» للإثبات، معناه: ويختار الله ما كان لهم الخيرة، أي: يختار ما هو الأصلح والخير. وقيل: هو للنفي أي: ليس إليهم الاختيار، أو ليس لهم أن يختاروا على الله، كما قال تعالى: { { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ } [الأحزاب: 36]، و"الخيرة": اسم من الاختيار يقام مقام المصدر، وهي اسم للمختار أيضاً كما يُقال: محمدٌ خيرةُ اللَّهِ من خلقه، ثم نزّه نفسه فقال: { سُبْحَـٰنَ ٱللَّهِ وَتَعَـٰلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ }.

{ وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ }, يظهرون.

{ وَهُوَ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ ٱلْحَمْدُ فِى ٱلأُولَىٰ وَٱلأَخِرَةِ }, يحمده أولياؤه في الدنيا، ويحمدونه في الآخرة في الجنة، { وَلَهُ ٱلْحُكْمُ }، فصل القضاء بين الخلق. قال ابن عباس رضي الله عنهما: حكم لأهل طاعته بالمغفرة ولأهل معصيته بالشقاء، { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }.