{ فَعَمِيَتْ }، خفيت واشتبهت، { عَلَيْهِمُ ٱلأَنبَـآءُ }، أي: الأخبار والأعذار، وقال مجاهد: الحجج، { يَوْمَئِذٍ } فلا يكون لهم عذر ولا حجة، { فَهُمْ لاَ يَتَسَآءَلُونَ }: لا يجيبون، وقال قتادة: لا يحتجون، وقيل: يسكنون لا يسأل بعضهم بعضاً.
{ فَأَمَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَـٰلِحاً فَعَسَىٰ أَن يَكُونَ مِنَ ٱلْمُفْلِحِينَ }، من السعداء الناجين.
قوله تعالى: { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ }، نزلت هذه الآية جواباً للمشركين حين قالوا: "لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم" يعني: الوليد بن المغيرة، أو عروة بن مسعود الثقفي، أخبر الله تعالى أنه لا يبعث الرسل باختيارهم.
قوله عزّ وجلّ: { مَا كَانَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ }، قيل: «ما» للإثبات، معناه: ويختار الله ما كان لهم الخيرة، أي: يختار ما هو الأصلح والخير. وقيل: هو للنفي أي: ليس إليهم الاختيار، أو ليس لهم أن يختاروا على الله، كما قال تعالى:
{ { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ } [الأحزاب: 36]، و"الخيرة": اسم من الاختيار يقام مقام المصدر، وهي اسم للمختار أيضاً كما يُقال: محمدٌ خيرةُ اللَّهِ من خلقه، ثم نزّه نفسه فقال: { سُبْحَـٰنَ ٱللَّهِ وَتَعَـٰلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ }. { وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ }, يظهرون.
{ وَهُوَ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ ٱلْحَمْدُ فِى ٱلأُولَىٰ وَٱلأَخِرَةِ }, يحمده أولياؤه في الدنيا، ويحمدونه في الآخرة في الجنة، { وَلَهُ ٱلْحُكْمُ }، فصل القضاء بين الخلق. قال ابن عباس رضي الله عنهما: حكم لأهل طاعته بالمغفرة ولأهل معصيته بالشقاء، { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }.