{ وَعَاداً وَثَمُودَ }، أي: وأهلكنا عاداً وثموداً، { وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم }, يا أهل مكة، { مِّن مَّسَـٰكِنِهِمْ }، منازلهم بالحِجْر واليمن، { وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ أَعْمَـٰلَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ }، عن سبيل الحق { وَكَانُواْ مُسْتَبْصِرِينَ }، قال مقاتل، والكلبي، وقتادة: كانوا معجبين في دينهم وضلالتهم، يحسبون أنهم على هدى، وهم على الباطل، والمعنى: أنهم كانوا عند أنفسهم مستبصرين.
قال الفراء: كانوا عقلاء ذوي بصائر.
{ وَقَـٰرُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَـٰمَـٰنَ }، أي: وأهلكنا هؤلاء، { وَلَقَدْ جَآءَهُمْ مُّوسَىٰ بِٱلْبَيِّنَـٰتِ }، بالدَّلالات، { فَٱسْتَكْبَرُواْ فِى ٱلأَرْضِ وَمَا كَانُواْ سَـٰبِقِينَ }، أي: فائتين من عذابنا.
{ فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً }، وهم قوم لوط، و"الحاصب": الريح التي تحمل الحصباء، وهي الحصا الصغار، { وَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ ٱلصَّيْحَةُ }، يعني ثمود، { وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ ٱلأَرْضَ }، يعني قارون وأصحابه، { وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا }، يعني: قوم نوح، وفرعون وقومه، { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }.