خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوَاتِ مِنَ ٱلنِّسَاءِ وَٱلْبَنِينَ وَٱلْقَنَاطِيرِ ٱلْمُقَنْطَرَةِ مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلْفِضَّةِ وَٱلْخَيْلِ ٱلْمُسَوَّمَةِ وَٱلأَنْعَامِ وَٱلْحَرْثِ ذٰلِكَ مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَٱللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ ٱلْمَآبِ
١٤
-آل عمران

معالم التنزيل

قوله تعالى: { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوَاتِ } جمع شهوة وهي ما تدعو النفس إليه { مِنَ ٱلنِّسَاءِ }.

بدأ بهن لأنهن حبائل الشيطان { وَٱلْبَنِينَ وَٱلْقَنَـٰطِيرِ } جمع قنطار واختلفوا فيه فقال الربيع بن أنس: القنطار المال الكثير بعضه على بعض، وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: القنطار ألف ومائتا أوقية، وقال ابن عباس رضي الله عنهما [والضحاك]: ألف ومائتا مثقال. وعنهما رواية أخرى اثنا عشر ألف درهم وألف [دينار] دية أحدكم، وعن الحسن القنطار دية أحدكم، وقال سعيد بن جبير وعكرمة: هو مائة ألف ومائة مَنٍّ ومائة رطل ومائة مثقال ومائة درهم، ولقد جاء الإِسلام يوم جاء وبمكة مائة رجل قد قنطروا، وقال سعيد بن المسيب وقتادة: ثمانون ألفاً، وقال مجاهد سبعون ألفاً، وعن السدي قال: أربعة آلاف مثقال، وقال الحكم: القنطار ما بين السماء والأرض من مال، وقال أبو نضرة: ملء مسك ثور ذهباً أو فضة. وسمي قنطاراً من الإِحكام، يقال: قنطرت الشيء إذا أحكمته، ومنه سميت القنطرة. قوله تعالى: { ٱلْمُقَنطَرَةِ }، قال الضحاك: المحصنة المحكمة، وقال قتادة: هي الكثيرة المنضدة بعضها فوق بعض، وقال يمان: [المدفونة]، وقال السدي المضروبة المنقوشة حتى صارت دراهم ودنانير، وقال [الفراء]: المضعفة، فالقناطير ثلاثة والمقنطرة تسعة { مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلْفِضَّةِ } وقيل سمي الذهب ذهباً لأنه يذهب ولا يبقى، والفضة لأنها تنفضُّ أي تتفرق { وَٱلْخَيْلِ ٱلْمُسَوَّمَةِ } الخيل جمع لا واحد له من لفظه، واحدها فرس، كالقوم والنساء ونحوهما المسومة، قال مجاهد: هي المطهمة الحسان، وقال عكرمة: تسويمها حسنها، وقال سعيد بن جبير: هي الراعية، يقال: أسام الخيل وسوَّمها، قال الحسن وأبو عبيدة: هي المعلمة من السيماء، والسيماء العلامة، ثم منهم من قال: سيماها الشبه واللون وهو قول قتادة وقيل: الكي. { وَٱلأَنْعَـٰمِ } جمع النعم، وهي الإِبل والبقر والغنم جمع لا واحد له من لفظه { وَٱلْحَرْثِ } يعني الزرع { ذَٰلِكَ } الذي ذكرنا { مَتَـٰعُ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا } يشير إلى أنها متاع يفنى { وَٱللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ ٱلْمَآبِ } أي المرجع، فيه تزهيد في الدنيا وترغيب في الآخرة.