خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّشْرِكِينَ
٤٢
فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ ٱلْقِيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ
٤٣
مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ
٤٤
لِيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْكَافِرِينَ
٤٥
وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ ٱلرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ ٱلْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
٤٦
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَآءُوهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَٱنتَقَمْنَا مِنَ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنينَ
٤٧
-الروم

معالم التنزيل

{ قُلْ سِيرُواْ فِى ٱلأَرْضِ فَٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلُ }، لتروا منازلهم ومساكنهم خاوية، { كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّشْرِكِينَ }، أي: كانوا مشركين، فأهلكوا بكفرهم.

{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينَ ٱلْقِيِّمِ }, المستقيم وهو دين الإِسلام { مِن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ }، يعني: يوم القيامة، لا يقدر أحد على رده من الله، { يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ }، أي يتفرقون فريق في الجنة وفريق في السعير.

{ مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ }، أي: وبال كفره، { وَمَنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً فَلأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ }، يوطئون المضاجع ويسوونها في القبور.

{ لِيَجْزِىَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ مِن فَضْلِهِ }، قال ابن عباس رضي الله عنهما: ليثيبهم الله أكثر من ثواب أعمالهم، { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْكَـٰفِرِينَ }.

قوله عزّ وجلّ: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ ٱلرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ }، تبشر بالمطر، { وَلِيُذِيقَكُمْ مِّن رَّحْمَتِهِ }، نعمة، المطر وهي الخصب، { وَلِتَجْرِيَ ٱلْفُلْكُ }، في البحر، بهذه الرياح، { بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ }، ولتطلبوا من رزقه بالتجارة في البحر، { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }، ربَّ هذه النعم.

قوله تعالى: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَآءُوهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ }، بالدلالات الواضحات على صدقهم، { فَٱنتَقَمْنَا مِنَ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ }، عذّبنا الذين كذبوهم، { وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنينَ }، وإنجاؤهم من العذاب، ففي هذا تبشير للنبي صلى الله عليه وسلم بالظفر في العاقبة والنصر على الأعداء. قال الحسن: أنجاهم مع الرسل من عذاب الأمم.

أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان، أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني، أخبرنا حمد بن زنجويه، أخبرنا أبو شيخ الحراني، أخبرنا أبو موسى بن أعين، عن ليث بن أبي سليم، عن شهر بن حوشب، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله يقول: "ما من مسلم يردّ عن عِرض أخيه إلاَّ كان حقاً على الله أن يردّ عنه نار جهنم يوم القيامة" ، ثم تلا هذه الآية { وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنينَ }.