قوله تعالى: { أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ }، أتم وأكمل، { نِعَمَهُ } قرأ أهل المدينة، وأبو عمرو، وحفص: «نعَمهُ» بفتح العين وضم الهاء على الجمع، وقرأ الآخرون منونة على الواحد، ومعناه الجمع أيضاً كقوله:
{ { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا } [إبراهيم: 34]، { ظَـٰهِرَةً وَبَاطِنَةً }، قال عكرمة عن ابن عباس: النعمة الظاهرة: الإِسلام والقرآن، والباطنة: ما ستر عليك من الذنوب ولم يعجل عليك بالنقمة. وقال الضحاك: الظاهرة: حسن الصورة وتسوية الأعضاء، والباطنة: المعرفة. وقال مقاتل: الظاهرة: تسوية الخلق والرزق، والإِسلام. والباطنة: ما ستر من الذنوب.
وقال الربيع: الظاهرة بالجوارح والباطنة بالقلب.
وقيل: الظاهرة: الإِقرار باللسان، والباطنة: الاعتقاد بالقلب.
وقيل: الظاهرة: تمام الرزق والباطنة: حسن الخلق. وقال عطاء: الظاهرة تخفيف الشرائع، والباطنة: الشفاعة.
وقال مجاهد: الظاهرة: ظهور الإِسلام والنصر على الأعداء، والباطنة: الإِمداد بالملائكة. وقيل: الظاهرة: الإِمداد بالملائكة، والباطنة: إلقاء الرعب في قلوب الكفار.
وقال سهل بن عبد الله: الظاهرة: اتباع الرسول، والباطنة: محبته.
{ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَـٰدِلُ فِى ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ }، نزلت في النضر بن الحارث وأُبيّ بن خلف، وأمية بن خلف، وأشباههم كانوا يجادلون النبي صلى الله عليه وسلم في الله وفي صفاته بغير علم، { وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَـٰبٍ مُّنِيرٍ }.