خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَٱلْيَوْمَ لاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلاَ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
٥٤
إِنَّ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ ٱليَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ
٥٥
هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلاَلٍ عَلَى ٱلأَرَآئِكِ مُتَّكِئُونَ
٥٦
لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَّا يَدَّعُونَ
٥٧
سَلاَمٌ قَوْلاً مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ
٥٨
-يس

معالم التنزيل

{ فَـٱلْيَوْمَ لاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلاَ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }.

{ إِنَّ أَصْحَـٰبَ ٱلْجَنَّةِ ٱليَوْمَ فِى شُغُلٍ }، قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو "فى شغْل"، بسكون الغين، والباقون بضمها، وهما لغتان، مثل السُّحْت والسُّحُت.

واختلفوا في معنى الشغل، قال ابن عباس: في افتضاض الأبكار. وقال وكيع بن الجراح: في السماع.

وقال الكلبي: في شغل عن أهل النار وعمّا هم فيه لا يهمهم أمرهم ولا يذكرونهم.

وقال الحسن: شُغلوا بما في الجنة من النعيم عمّا فيه أهل النار من العذاب.

وقال ابن كيسان: في زيارة بعضهم بعضاً. وقيل: في ضيافة الله تعالى.

{ فَـٰكِهُونَ }، قرأ أبو جعفر: "فكهون" حيث كان، وافقه حفص في المطففين؛ وهما لغتان مثل: الحاذر والحَذِر، أي ناعمون. قال مجاهد والضحاك: معجبون بما هم فيه. وعن ابن عباس قال: فرحون.

{ هُمْ وَأَزْوَٰجُهُمْ }، أي حلائلهم، { فِى ظِلَـٰلٍ }، قرأ حمزة والكسائي: "ظُلل" بضم الظاء من غير ألف، جمع ظلة، وقرأ العامة: "في ظِلال" بالألف وكسر الظاء على جمع ظل، { عَلَى ٱلأَرَآئِكِ }، يعني السرر في الحِجَال، واحدتها: أريكة. قال ثعلب: لا تكون أريكة حتى يكون عليها حجلة. { مُتَّكِئُونَ }، ذَوُو اتكاء.

{ لَهُمْ فِيهَا فَـٰكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ }، يتمنون ويشتهون.

{ سَلاَمٌ قَوْلاً مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ }، أي: يسلم الله عليهم قولاً، أي يقول الله لهم قولاً.

أخبرنا أبو سعيد أحمد بن إبراهيم الشريحي، أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، أخبرنا عبد الخالق ابن علي بن عبد الخالق المؤذن، حدثني أبو بكر أحمد بن محمد بن موسى الملحمي الأصفهاني، أخبرنا الحسن بن أبي علي الزعفراني، أخبرنا ابن أبي الشوارب، أخبرنا أبو عاصم العبادَاني، أخبرنا الفضل الرقاشي، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينا أهل الجنة في نعيمهم إذْ سطع لهم نورٌ فرفعوا رؤوسهم، فإذا الربُّ عزَّ وجلَّ قد أشرف عليهم من فوقهم، فقال: السلام عليكم يا أهل الجنة، فذلك قوله: { سَلاَمٌ قَوْلاً مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ }، فينظر إليهم وينظرون إليه، فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم فيبقى نورُه وبركتهُ عليهم في ديارهم" .

وقيل: تسلم عليهم الملائكة من ربهم.

قال مقاتل: تدخل الملائكة على أهل الجنة من كل باب يقولون: سلام عليكم يا أهل الجنة من ربكم الرحيم.

وقيل: يعطيهم السلامة، يقول: اسلموا السلامة الأبدية.