{ أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَـٰماً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ }.
{ أَوَ ءَابَآؤُنَا ٱلأَوَّلُونَ }، أي: وآباؤنا الأولون. { قُلْ نَعَمْ }، تبعثون، { وَأَنتُمْ دَٰخِرُونَ }، صاغرون، والدخور أشد الصّغار.
{ فَإِنَّمَا هِىَ }, أي قصة البعث أو القيامة، { زَجْرَةٌ }، أي: صيحة، { وَٰحِدَةٌ }، يعني نفخة البعث، { فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ }، أحياءً.
{ وَقَالُواْ يٰوَيْلَنَا هَـٰذَا يَوْمُ ٱلدِّينِ }، أي: يوم الحساب ويوم الجزاء.
{ هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ }، يوم القضاء، وقيل: يوم الفصل بين المحسن والمسيء، { ٱلَّذِى كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ }.
{ ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } أي أَشرَكوا، اجمعوهم إلى الموقف للحساب والجزاء، { وَأَزْوَٰجَهُمْ }، أشباههم وأتباعهم وأمثالهم.
قال قتادة والكلبي: كل من عمل مثل عملهم، فأهل الخمر مع أهل الخمر، وأهل الزنا مع أهل الزنا.
وقال الضحاك ومقاتل: قرناءهم من الشياطين، كل كافر مع شيطانه في سلسلة.
وقال الحسن: وأزواجهم المشركات.
{ وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللهِ }، في الدنيا، يعني: الأوثان والطواغيث. وقال مقاتل: يعني إبليس وجنوده، واحتج بقوله:
{ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ ٱلشَّيطَانَ } [يس: 60]. { فَٱهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلْجَحِيمِ }، قال ابن عباس: دلوهم إلى طريق النار. وقال ابن كيسان: قدّموهم. والعرب تسمى السابق هادياً.
{ وَقِفُوهُمْ }، احبسوهم، يقال: وقفته وقفاً فوقف وقوفاً.
قال المفسرون: لما سيقوا إلى النار حُبِسُوا عند الصراط، لأن السؤال عند الصراط، فقيل: وقفوهم { إِنَّهُمْ مَّسْؤولُونَ }، قال ابن عباس: عن جميع أقوالهم وأفعالهم.
وروي عنه عن: لا إله إلا الله.
وفي الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يُسأَل عن أربعة أشياء: عن شبابه فيما أبلاه، وعن عمره فيما أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه وفِيمَ أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به" .