{ جَنَّـٰتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ ٱلأَبْوَابُ }، أي أبوابها [مفتحة لهم].
{ مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَـٰكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ * وَعِندَهُمْ قَـٰصِرَٰتُ ٱلطَّرْفِ أَتْرَابٌ }، مستويات الأسنان، بنات ثلاث وثلاثين سنة، واحدها تِرْب. وعن مجاهد قال: متواخيات لا يتباغضن ولا يتغايرن.
{ هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ }، قرأ ابن كثير: "يوعدون" بالياء هاهنا وفي "ق" أي: ما يوعد المتقون، وافق أبو عمرو هاهنا، وقرأ الباقون بالتاء فيهما، أي قل للمؤمنين: هذا ما توعدون، { لِيَوْمِ ٱلْحِسَابِ }، أي في يوم الحساب.
{ إِنَّ هَـٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ }، فناء وانقطاع.
{ هَـٰذَا } أي الأمر هذا { وَإِنَّ لِلطَّـٰغِينَ }، للكافرين، { لَشَرَّ مَـآبٍ }، مرجع.
{ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا }، يدخلونها، { فَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ }.
{ هَـٰذَا }، أي هذا العذاب، { فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وغَسَّاقٌ }، قال الفراء: أي هذا حميم وغساق فليذوقوه، والحميم: الماء الحار الذي انتهى حره.
"وغساق": قرأ حمزة، والكسائي وحفص: "وغسَّاق" حيث كان بالتشديد، وخففها الآخرون، فمن شدد جعله اسماً على فعَّال، نحو: الخباز والطباخ، ومن خفف جعله اسماً على فَعَال نحو العذاب.
واختلفوا في معنى الغساق، قال ابن عباس: هو الزمهرير يحرقهم ببرده، كما تحرقهم النار بحرّها.
وقال مقاتل ومجاهد: هو الذي انتهى برده.
وقيل: هو المنتن بلغة الترك.
وقال قتادة: هو ما يغسق أي: ما يسيل من القيح والصديد من جلود أهل النار، ولحومهم، وفروج الزناة، من قوله: غَسِقَتْ عينه إذا انصبَّت، والغسقان الانصباب.