قوله تعالى: { وَللَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } عبيداً ومُلكاً { وَلَقَدْ وَصَّيْنَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ مِن قَبْلِكُمْ }، يعني: أهل التوراة والإِنجيل وسائر الأمم المتقدمة في كتبهم، { وَإِيَّـٰكُمْ } أهل القرآن في كتابكم، { أَنِ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } أي: وحّدُوا اللَّهَ وأطيعوه، { وَإِن تَكْفُرُواْ }، بما أوصاكم الله به { فَإِنَّ للَّهِ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلأَرْضِ }، قيل: فإن لله ملائكة في السموات والأرض هم أطوع له منكم، { وَكَانَ ٱللَّهُ غَنِيّاً }، عن جميع خلقه غير محتاج إلى طاعتهم، { حَمِيداً } محموداً على نعمه.
{ وَللَّهِ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلأَرْضِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً }، قال عكرمة عن ابن عباس: يعني شهيداً أن فيها عبيداً، وقيل: دافعاً ومُجيراً.
فإن قيل: فأي فائدة في تكرار قوله تعالى { وَللَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ }؟ قيل: لكلِّ واحد منهما وجه، أمّا الأول: فمعناه لله ما في السموات وما في الأرض وهو يُوصيكم بالتقوى فاقبلوا وصيتَه، وأمّا الثاني فيقول: فإن لله ما في السموات وما في الأرض وكان الله غنياً أي: هو الغني وله الملك فاطلبوا منه ما تطلبون، وأمّا الثالث فيقول: { وَللَّهِ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلأَرْضِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً } أي: له الملك فاتخذوه وكيلاً ولا تتوكلوا على غيره.