خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ
٩
وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَاتَهَا فِيۤ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَآءً لِّلسَّآئِلِينَ
١٠
ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ٱئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ
١١
-فصلت

معالم التنزيل

قوله عزّ وجلّ: { قُلْ أَءِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِٱلَّذِى خَلَقَ ٱلأَرْضَ فِى يَوْمَيْنِ }، يوم الأحد والاثنين، { وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ ٱلْعَـٰلَمِينَ }.

{ وَجَعَلَ فِيهَا } أي: في الأرض، { رَوَاسِىَ } جبالاً ثوابت، { مِن فَوْقِهَا }، من فوق الأرض، { وَبَـٰرَكَ فِيهَا }، أي: في الأرض، بما خلق فيها من البحار والأنهار والأشجار والثمار، { وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَٰتَهَا }. قال الحسن ومقاتل: قسم في الأرض أرزاق العباد والبهائم. وقال عكرمة والضحاك: قدّر في كل بلدة ما لم يجعله في الأخرَى ليعيش بعضهم من بعض بالتجارة من بلد إلى بلد. قال الكلبي: قدر الخبز لأهل قطر، والتمر لأهل قطر، والذرة لأهل قطر، والسمك لأهلِ قطر، وكذلك أقواتها.

{ فِىۤ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ }، يريد خلق ما في الأرض، وقدر الأقوات في يومين يوم الثلاثاء والأربعاء فهما مع الأحد والاثنين أربعة أيام، رد الآخر على الأول في الذكر، كما تقول: تزوجت أمس امرأة واليوم ثنتين، وإحداهما هي التي تزوجتها بالأمس. { سَوَآءً لِّلسَّآئِلِينَ } قرأ أبو جعفر "سواءٌ" رفع على الابتداء، أي: هي سواء، وقرأ يعقوب بالجر على نعت قوله: { فِىۤ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ }، وقرأ الآخرون "سواءً" نصب على المصدر، أي: استوت سواء أي: استواءً، ومعناه: سواء للسائلين عن ذلك. قال قتادة والسدي: من سأل عنه فهكذا الأمر سواء لا زيادة ولا نقصان جواباً لمن سأل: في كم خلقت الأرض والأقوات؟

{ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ إِلَى ٱلسَّمَآءِ }، أي: عمد إلى خلق السماء، { وَهِىَ دُخَانٌ }، وكان ذلك الدخان بخار الماء، { فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ٱئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً }، أي: ائتِيا ما آمركما أي: افعلاه، كما يقال: ائت ما هو الأحسن أي: افعله.

وقال طاووس عن ابن عباس: ائتيا: أعطيا، يعني أخرجا ما خلقت فيكما من المنافع لمصالح العباد.

قال ابن عباس: قال الله عزّ وجلّ: أمّا أنتِ يا سماء فأطلعي شمسك وقمرك ونجومك، وأنت يا أرض فشقي أنهارك وأخرجي ثمارك ونباتك، وقال لهما: افعلا ما آمركما طوعاً وإلا ألجأتكما إلى ذلك حتى تفعلاه كرهاً فأجابتا بالطوع، و{ قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ }، ولم يقل طائعتين، لأنه ذهب به إلى السموات والأرض ومن فيهن، مجازه: أتينا بما فينا طائعين، فلما وصفهما بالقول أجراهما في الجمع مجرى من يعقل.