خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يَٰقَوْمِ ٱدْخُلُوا ٱلأَرْضَ ٱلمُقَدَّسَةَ ٱلَّتِي كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَٰسِرِينَ
٢١
قَالُوا يَامُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ
٢٢
-المائدة

معالم التنزيل

قوله تعالى: { يَٰقَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِى كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ }، اختلفوا في الأرض المقدسة، قال مجاهد: هي الطور وما حوله، وقال الضحاك: إيليا وبيت المقدس، وقال عكرمة والسدي: هي أريحاء، وقال الكلبي: هي دمشق وفلسطين وبعض الأردن، وقال قتادة: هي الشام كلها، قال كعب: وجدت في كتاب الله المنزل أن الشام كنز الله في أرضه [وبها أكثر] عباده. قوله عزّ وجلّ: { كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ }، يعني: كتب في اللوح المحفوظ أنها لكم مساكن، قال ابن إسحاق: وهبَ اللَّهُ لكم، وقيل: جعلها لكم، وقال السدي: أمركم بدخولها، [وقال قتادة]: أُمروا بها كما أُمروا بالصلاة، أي: فَرَضَ عليكم. { وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَـٰرِكُمْ }، أعقابكم بخلاف أمر الله، { فَتَنقَلِبُواْ خَـٰسِرِينَ }، قال الكلبي: صعد إبراهيم عليه السلام جبل لبنان فقيل له: انظر فما أدركه بصرك فهو مقدّس وهو ميراث لذريّتك. { قَالُوا يَامُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ }، وذلك أن النقباء الذين خرجوا يتجسّسون الأخبار لمّا رجعوا إلى موسى وأخبروه بما عاينوا، قال لهم موسى: اكتمُوا شأنهم ولا تخبروا به أحداً من أهل العسكر فيفشلوا، فأخبر كل رجل منهم قريبه وابن عمه إلا رجلان وفَّيا بما قال لهم موسى، أحدهما يوشع بن نون بن أفراثيم بن يوسف عليهم السلام فتى موسى، والآخر كالب بن يوفنا ختن موسى عليه السلام على أخته مريم بنت عمران، وكان من سبط يهود وهما النقباء فعلمت جماعة من بني إسرائيل ذلك ورفعوا أصواتهم بالبكاء وقالوا يا ليتنا في أرض مصر، ولَيْتَنَا نموتُ في هذه [البرية] ولا يُدْخلنا الله أرضهم فتكون نساؤنا وأولادنا وأثقالنا غنيمةً لهم، وجعل الرجل يقول لصاحبه: تعال نجعل علينا رأساً وننصرف إلى مصر، فذلك قوله تعالى أخباراً عنهم: { قَالُوا يَامُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَٰخِلُونَ } وأصل الجبار: المتعظم الممتنع عن القهر، يُقال: نخلة جبارة إذا كانت طويلة ممتنعة عن وصول الأيدي إليها، وسُمّي أولئك القوم جبارين لامتناعهم بطولهم وقوة أجسادهم، وكانوا من العمالقة وبقية قوم عاد، فلما قال بنو إسرائيل ما قالوا وهمُّوا بالانصراف إلى مصر خرَّ موسى وهارون ساجدين، وخرق يوشع وكالب ثيابهما وهما اللذان أخبر الله تعالى عنهما في قوله تعالى: { قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ }