خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ
١٩١
وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلآ أَنْفُسَهُمْ يَنصُرُونَ
١٩٢
وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلْهُدَىٰ لاَ يَتَّبِعُوكُمْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَٰمِتُونَ
١٩٣
إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَٱدْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
١٩٤
-الأعراف

معالم التنزيل

قوله تعالى: { أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً } يعني: إبليس والأصنْام، { وَهُمْ يُخْلَقُونَ }، أي: هم مخلوقون.

{ وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا }، أي: الأصنام لا تنصر من أطاعها، { وَلآ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ }، قال الحسن: لا يدفعون عن أنفسهم مكروه من أرادهم بكسر أو نحوه، ثم خاطب المؤمنين فقال:

{ وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلْهُدَىٰ }، وإن تدعوا المشركين إلى الإسلام، { لاَ يَتَّبِعُوكُمْ }، قرأ نافع بالتخفيف، وكذلك: { { يَتَّبِعُهُمُ ٱلْغَاوُونَ } [الشعراء: 224]، وقرأ الآخرون بالتشديد فيهما وهما لغتان، يقال: تبعه تبعاً وأتبعه إتّباعاً. { سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ }، إلى الدين، { أَمْ أَنتُمْ صَـٰمِتُونَ }، عن دعائهم لا يؤمنون؛ كما قال: { { سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } [البقرة: 6]، وقيل: "وإن تدعوهم إلى الهدى"، يعني الأصنام، لا يتبعوكم لأنها غير عاقلة.

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ }، يعني الأصنام، { عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ }، يريد أنها مملوكة أمثالكم. وقيل: أمثالكم في التسخير، أي: أنهم مُسخّرون مذلَّلون لَِمَا أريد منهم. قال مقاتل: قوله "عبادٌ أمثالكم" أراد به الملائكة، والخطاب مع قوم كانوا يعبدون الملائكة. والأول أصح.

{ فَٱدْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ }، أنها آلهة. قال ابن عباس: فاعبدوهم، هل يثيبونكم أو يجازونكم إن كنتم صادقين أن لكم عندها منفعة.