{ وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـآيَـٰتِنَا وَٱسْتَكْبَرُواْ عَنْهَآ }، تكبّروا على الإيمان بها، وإنما ذكر الاستكبار لأن كل مكذِّب وكافر متكبّر. قال الله تعالى:
{ { إِنَّهُمْ كَانُوۤاْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ } [الصافات: 35]، { أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ }.
قوله تعالى: { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا }، جعل له شريكاً، { أَوْ كَذَّبَ بِـآيَـٰتِهِ }، القرآن، { أُوْلَـٰئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ ٱلْكِتَـٰبِ }، أي: حظّهم ممّا كتب لهم في اللوح المحفوظ. واختلفوا فيه، قال الحسن والسدي: ما كتب لهم من العذاب وقضى عليهم من سواد الوجوه وزرقة العيون. قال عطية عن ابن عباس: كُتب لمن يفتري على الله أنّ وجهه مسود، قال الله تعالى:
{ { وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ تَرَى ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ٱللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ } [الزمر: 60].
وقال سعيد بن جبير ومجاهد: ما سبق لهم من الشقاوة والسعادة.
وقال ابن عباس وقتادة والضحاك: يعني أعمالهم التي عملوها وكتب عليهم من خير وشرّ يجزي عليها.
وقال محمد بن كعب القرظي: ما كتب لهم من الأرزاق والآجال والأعمار والأعمال فإذا فنيت، { جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ }، يقبضون أرواحهم يعني ملك الموت وأعوانه، { قَالُوۤاْ }، يعني: يقول الرسل للكفار، { أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ }، تعبدون، { مِن دُونِ ٱللَّهِ }، سؤال تبكيت وتقريع، { قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا }، بطلوا وذهبوا عنّا، { وَشَهِدُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ }، اعترفوا عند معاينة الموت، { أَنَّهُمْ كَانُواْ كَـٰفِرِينَ }.