{ ذَلِكَ } أي: ذلك الضرب الذي وقع بكم، { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ }، أي: بما كسبت أيديكم، { وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّـٰمٍ لِّلْعَبِيدِ }.
{ كَدَأْبِ ءَالِ فِرْعَوْنَ }، كفعل آل فرعون وصنيعهم وعادتهم، معناه: أن عادة هؤلاء في كفرهم كعادة آل فرعون. قال ابن عباس: هو أن آل فرعون أيقنوا أن موسى نبي من الله فكذّبوه، كذلك هؤلاء جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم بالصدق فكذبوه، فأنزل الله بهم عقوبته كما أنزل بآل فرعون، { وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ }، أي: { كَفَرُواْ بِآيَـٰتِ ٱللَّهِ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ }.
{ ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ }، أراد أن الله تعالى لا يغيّر ما أنعم على قوم حتى يغيِّروا هم ما بهم، بالكفران وترك الشكر، فإذا فعلوا ذلك غيّر الله ما بهم، فسلبهم النعمة.
وقال السدي: نعمة الله محمد صلى الله عليه وسلم أنعم الله به على قريش وأهل مكة، فكذّبوه وكفروا به فنقله الله إلى الأنصار، { وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }.
{ كَدَأْبِ ءَالِ فِرْعَوْنَ }، كصنيع آل فرعون، { وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ }، من كفار الأمم، { كَذَّبُواْ بآيَـٰتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَـٰهُمْ بِذُنُوبِهِمْ }، أهلكنا بعضهم بالرجفة، وبعضهم بالخسف وبعضهم بالمسخ، وبعضهم بالريح، وبعضهم بالغرق، فكذلك أهلكنا كفار بدر بالسيف، لمَّا كذّبوا بآيات ربَهم، { وَأَغْرَقْنَآ ءَالَ فِرْعَونَ وَكُلٌّ كَانُواْ ظَـٰلِمِينَ }، يعني: الأولين والآخرين.