خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ ٱللَّهِ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَائِزُونَ
٢٠
يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ
٢١
خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ
٢٢
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُوۤاْ آبَآءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَآءَ إِنِ ٱسْتَحَبُّواْ ٱلْكُفْرَ عَلَى ٱلإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ
٢٣
-التوبة

معالم التنزيل

قوله تعالى: { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً } فضيلة، { عِندَ ٱللَّهِ }، من الذين افتخروا بسقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام. { وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَائِزُونَ }، الناجون من النار.

{ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ }.

{ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ }.

{ يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُوۤاْ ءَابَآءَكُمْ وَإِخْوَٰنَكُمْ أَوْلِيَآءَ }، قال مجاهد: هذه الآية متصلة بما قبلها، نزلت في قصة العباس وطلحة وامْتِنَاعِهما من الهجرة.

وقال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: قال: لمّا أمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس بالهجرة إلى المدينة، فمنهم من تعلّق به وأهله وولده يقولون: ننشدك بالله أن لا تضيِّعَنا. فيرقّ لهم فيقيم عليهم ويدع الهجرة، فأنزل الله عز وجل هذه الآية.

وقال مقاتل: نزلت في التسعة الذين ارتدوا عن الإِسلام ولحقوا بمكة، فنهى الله عن ولايتهم، فأنزل الله: { يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُوۤاْ ءَابَآءَكُمْ وَإِخْوَٰنَكُمْ أَوْلِيَآءَ } بطانةً وأصدقاء فتفشون إليهم أسراركم وتؤثرون المقام معهم على الهجرة، { إِنِ ٱسْتَحَبُّواْ }، اختاروا { ٱلْكُفْرَ عَلَى ٱلإِيمَـٰنِ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ }، فيطلعهم على عورة المسلمين ويُؤثر المقام معهم على الهجرة والجهاد، { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ }، وكان في ذلك الوقت لا يُقبل الإِيمان إلاّ من مهاجر، فهذا معنى قوله: { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ }.