خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ مِنَ ٱلْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ
١١٠
وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ
١١١
قَالَ رَبِّ ٱحْكُم بِٱلْحَقِّ وَرَبُّنَا ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ
١١٢
-الأنبياء

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز

الضمير في قوله { إنه } عائد على الله عز وجل، وفي هذه الآية تهديد أي يعلم جميع الأشياء الواقعة منكم وهو بالمرصاد في الجزاء عليها، وقرأ يحيى بن عامر "وإن أدريَ لعله وإن أدريَ أقريب" بفتح الياء فيهما وأنكر ابن مجاهد فتح هذه الياء ووجهه أبو الفتح، قوله { لعله } الضمير فيه عائد على الإملاء لهم وصفح الله تعالى عن عذابهم وتمادي النعمة عليهم، و { فتنة } معناه امتحان وابتلاء، و"المتاع"، ما يستمتع به مدة الحياة الدنيا، ثم أمره تعالى أن يقول على جهة الدعاء { رب احكم بالحق } والدعاء هنا بهذا فيه توعد، أي إن الحق إنما هو في نصرتي عليكم، وأمر الله تعالى بهذا الدعاء دليل على الإجابة والعدة بها، وقرأت فقر "رب احكم" وقرأ أبو جعفر بن القعقاع "ربُّ" بالرفع على المنادى المفرد وقرأت فرقة "ربي أحْكَمُ" على وزن أفعل وذلك على الابتداء والخبر، وقرأت فرقة "ربي أحْكَمُ" على وزن أنه فعل ماض، ومعاني هذه القراءات بينة، ثم توكل في آخر الآية واستعان بالله تعالى، وقرأ جمهور القراء "قل رب" وقرأ عاصم فيما روي عنه "قال رب" وقرأ ابن عامر وحده "يصفون" بالياء، وقرأ الباقون والناس "تصفون" بالتاء من فوق على المخاطبة.