في قوله تعالى { وإن تكذبوا } الآية وعيد، أي قد كذب غيركم وعذب وإنما على الرسول البلاغ،
وكل أحد بعد ذلك مأخوذ بعمله، وقرأ حمزة والكسائي وعاصم بخلاف عنه "أو لم تروا" بالتاء، وقرأ
الباقون "أو لم يروا" بالياء، الأولى على المخاطبة والثانية على الحكاية عن الغائب.
وقرأ الجمهور "يبدىء" وقرأ عيسى وأبو عمرو بخلاف والزهري "يبدأ" وهذه الإحالة على ما يظهر مع
الأحيان من إحياء الأرض والنبات وإعادته ونحو ذلك مما هو دليل على البعث من القبور والحشر، ويحتمل
أن يريد { أو لم يروا } بالدلائل والنظر كيف يجوز أن يعد الله الأجسام بعد الموت وهو تأويل قتادة، وقال الربيع
ابن أنس: كيف يبدأ خلق الإنسان ثم يعيده إلى أحوال أخر حتى إلى التراب، وقال مقاتل { الخلق }
في هذه الآية الليل والنهار، ثم أمر تعالى نبيه، ويحتمل أن يكون إبراهيم، ويحتمل أن يكون محمداً، إن
كان في قصة إبراهيم اعتراض بين كلامين بأن يأمرهم على جهة الاحتجاج بالسير في الأرض والنظر في كل
قطر وفي كل أمة قديماً وحديثاً، فإن ذلك يوجد أن لا خالق إلا الله تعالى ولا يبتدىء بالخلق سواه، ثم ساق
على جهة الخبر أن الله تعالى يعيد وينشيء نشأة القيام من القبور، وقرأت فرقة "النشأة"، وقرأ ابن كثير وأبو
عمرو "النشاءة" على وزن الفعالة وهي قراءة الأعرج، وهذا كما تقول رأفة ورآفة، وقرأ الباقون "النشأة"
على وزن الفعلة، وقرأ الزهري "النشّة" بشين مشددة في جميع القرآن، والبعث من القبور يقوم دليل العقل
على جوازه وأخبرت الشرائع وقوعه ووجوده.