خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً لَّظَلُّواْ مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ
٥١
فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ وَلاَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ
٥٢
وَمَآ أَنتَ بِهَادِ ٱلْعُمْيِ عَن ضَلاَلَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُّسْلِمُونَ
٥٣
-الروم

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز

ثم أخبر تعالى عن حال تقلب ابن آدم في أنه بعيد الاستبشار بالمطر أن بعث الله ريحاً فاصفر بها النبات ظلوا يكفرون قلقاً منهم وقلة توكل وتسليم لله تعالى، والضمير في { رأوه } للنبات كما قلنا أو للأثر وهو حوة النبات الذي أحييت به الأرض وقال قوم هو للسحاب، وقال قوم هو للريح، وهذا كله ضعيف، واللام في { لئن } مؤذنة بمجيء القسم، وفي { لظلوا } لام القسم، وقوله "ظلوا" فعل ماض نزله منزلة المستقبل واستنابه منابه لأن الجزاء هنا لا يكون إلا بفعل مستقبل لكن يستعمل الماضي بدل المستقبل في بعض المواضع توثيقاً لوقوعه، وقوله تعالى: { فإنك لا تسمع الموتى } الآية استعارة للكفار وقد تقدم القول على مثل هذه الآية في سورة النمل، وكلهم قرأ "ولا تُسمع" بتاء مضمومة ونصب "الصمَّ"، وقرأ ابن كثير وعباس عن أبي عمرو "يَسمع" بياء مفتوحةً الصمُّ رفعاً، وقرأ الجمهور "بهادي العمي" بالإضافة، وقرأ يحيى بن الحارث وأبو حيوة "بهادٍ" بالتنوين "العميَ" نصباً، وقوله { إن تسمع إلا من يؤمن } معناه إن تسمع إسماعاً ينفع ويجدي، وأما سماع الكفرة فغير مجد فاستويا، وقوله تعالى: { عن ضلالتهم } لما كانت الهداية تتضمن الصرف عديت بـ { عن } كما تتعدى صرفت ومعنى الآية ليس في قدرتك يا محمد ولا عليك أن تهدي، وقرأ ابن أبي عبلة "من ضلالتهم".