خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَوَلَـيْسَ ٱلَذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاواتِ وَٱلأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَىٰ وَهُوَ ٱلْخَلاَّقُ ٱلْعَلِيمُ
٨١
إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ
٨٢
فَسُبْحَانَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
٨٣
-يس

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز

هذا تقرير وتوقيف على أمر تدل صحته على صحة بعث الأجساد من القبور وإعادة الموتى وجمع الضمير جمع من يعقل في قوله { مثلهم } من حيث كانتا متضمنتين من يعقل من الملائكة والثقلين، هذا تأويل جماعة من المفسرين، وقال الرماني وغيره: الضمير في مثلهم عائد على الناس.
قال القاضي أبو محمد: فهم مثال للبعث، وتكون الآية نظير قوله تعالى:
{ { لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس } [غافر: 57] وقرأ سلام أبو المنذر وابن أبي إسحاق ويعقوب والأعرج "والأرض يقدر" على يفعل مستقبلاً، وقرأ جمهور "بقادر"، وقرأ جمهور الناس "الخلاق"، وقرأ الحسن "الخالق" ورفع "يكونُ" على معنى فهو يكون، وهي قراءة الجمهور وقرأ ابن عامر والكسائي "فيكونَ" بالنصب، قال أبو علي: لا ينصب الكسائي إذا لم تتقدم "أن" وينصب ابن عامر وإن لم تتقدم "أن"، والنصب ها هنا قراءة ابن محيصن وقول تعالى: { كن } أمر للشيء المخترع عند تعلق القدرة به لا قبل ذلك ولا بعده، وإنما يؤمر تأكيداً للقدرة وإشارة بها، وهذا أمر دون حروف ولا أصوات بل من كلامه القائم بذاته لا رب سواه، ثم نزه تعالى نفسه تنزيهاً عاماً مطلقاً، وقرأ جمهور الناس "ملكوت"، وقرأ طلحة التيمي والأعمش "ملَكه" بفتح اللام ومعناه ضبط كل شيء والقدرة عليه، وباقي الآية بين.