خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَهَـٰذَا كِتَٰبٌ أَنزَلْنَٰهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ ٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ ٱلْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلأَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ
٩٢
-الأنعام

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز

قوله { هذا } إشارة إلى القرآن، و { مبارك } صفة له، و { مصدق } كذلك, وحذف التنوين من { مصدق } للإضافة وهي إضافة غير محضة لم يتعرف بها مصدق ولذلك ساغ أن يكون وصفاً لنكرة، و { الذي } في موضع المفعول، والعامل فيه مصدر، ولا يصلح أن يكون { مصدق } مع حذف التنوين منه يتسلط على { الذي } ، ويقدر حذف التنوين للالتقاء وإنما جاء ذلك شاذاً في الشعر في قوله: [المتقارب]

فألْفَيْتُهُ غيْرَ مُسْتَعْتِبٍ ولا ذَاكِر الله إلاَّ قَليلا

ولا يقاس عليه، و { بين يديه } هي حال التوراة والإنجيل لأن ما تقدم فهو بين يدي ما تأخر، وقالت فرقة { الذي بين يديه } القيامة.
قال القاضي أو محمد رضي الله عنه: وهذا غير صحيح لأن القرآن هو بين يدي القيامة، وقرأ الجمهور "ولتنذر أم القرى" أي أنت يا محمد، وقرأ أبو بكر عن عاصم "ولينذر" أي القرآن بمواعظه وأوامره، واللام في { لتنذر } متعلقة بفعل متأخر تقديره ولتنذر أم القرى أو من حولها أنزلناه، و { أم القرى } مكة سميت بذلك لوجوه أربعة، منها أنها منشأ الدين والشرع ومنها ما روي أن الأرض منها دحية ومنها أنها وسط الأرض وكالنقطة للقرى، ومنه ما لحق عن الشرع من أنها قبلة كل قرية فهي لهذا كله أم وسائر القرى بنات، وتقدير الآية لتنذر أهل أم القرى، { ومن حولها } يريد أهل سائر الأرض، و { حولها } ظرف العامل فيه فعل مضمر تقديره من استقر حولها، ثم ابتدأ تبارك وتعالى بمدح وصفهم وأخبر عنهم أنهم يؤمنون بالآخرة والبعث والنشور، و { يؤمنون } بالقرآن ويصدقون بحقيقته، ثم قوى عز وجل مدحهم بأنهم "يحافظون على صلاتهم" التي هي قاعدة العبادات وأم الطاعات، وقرأت الحسن بن أبي الحسن وأبو بكر عن عاصم "صلواتهم" بالجمع، ومن قرأ بالإفراد فإنه مفرد يدل على الجميع وإذا انضافت الصلاة إلى ضمير لم تكتب إلا بالألف ولا تكتب في المصحف بواو إلا إذا لم تنضف إلى ضمير.