قوله تعالى: { ومنهم من يستمعون إِليك } اختلفوا فيمن نزلت على ثلاثة أقوال:
أحدها: في يهود المدينة، كانوا يأتون رسول الله ويستمعون القرآن فيعجبون ويشتهونه ويغلب عليهم الشقاء، فنزلت هذه الآية.
والثاني: أنها نزلت في المستهزئين، كانوا يستمعون إِلى النبي صلى الله عليه وسلم للاستهزاء والتكذيب، فلم ينتفعوا، فنزلت فيهم هذه الآية، والقولان مرويَّان عن ابن عباس.
والثالث: أنها نزلت في مشركي قريش؛ قاله مقاتل. قال الزجاج: ظاهرهم ظاهر من يستمع، وهم لشدة عداوتهم بمنزلة الصم. { ولو كانوا لا يعقلون } أي: ولو كانوا مع ذلك جهالاً. وقال ابن عباس: يريد أنهم شرٌّ من الصم، لأن الصم لهم عقول وقلوب، وهؤلاء قد أصم الله قلوبهم.