قوله تعالى: { وما بكم من نعمة } قال الزجاج: المعنى: ما حل بكم من نعمة، من صحة في جسم، أو سَعَةٍ في رزق، أو متاعٍ من مال وولد { فمن الله } وقرأ ابن أبي عبلة: «فَمَنُّ الله» بتشديد النون.
قوله تعالى: { ثم إِذا مسكم الضُّرُّ } قال ابن عباس: يريد الأسقام، والأمراض، والحاجة.
قوله تعالى: { فإليه تجأرون } قال الزجاج: «تجأرون»: ترفعون أصواتكم إِليه بالاستغاثة، يقال: جأر يجأر جُؤاراً، والأصوات مبْنية على «فُعَالٍ» و «فَعِيل» فأما «فُعَال» فنحو «الصُّرَاخ» و «الخُوَار»، وأما «الفَعِيل» فنحو «العويل» و«الزَّئير»، والفُعَال أكثر.
قوله تعالى: { إِذا فريق منكم } قال ابن عباس: يريد أهل النفاق. قال ابن السائب: يعني الكفار.
قوله تعالى: { ليكفروا بما آتيناهم } قال الزجاج: المعنى: ليكفروا بأنّا أنعمنا عليهم، فجعلوا نِعَمَنا سبباً إِلى الكفر، وهو كقوله تعالى: { ربنا إِنك آتيت فرعون } إِلى قوله:
{ ليضلوا عن سبيلك } [يونس 88]، ويجوز أن يكون «ليكفروا»، أي: ليجحدوا نعمة الله في ذلك. قوله تعالى: { فتمتعوا } تهدّد، { فسوف تعلمون } عاقبة أمركم.